الثلاثاء 2017/06/27

الجسر تحصل على تفاصيل “المبادرة الفرنسية” حول سوريا

حصلت قناة الجسر عبر مصادر خاصة على تفاصيل المبادرة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول سوريا قبل أيام، وقال إن باريس تعمل على صياغتها وتقديمها للمجتمع الدولي.

المصادر أفادت للجسر أن ما رشح إلى الآن من أروقة الإليزيه والدبلوماسية الفرنسية عبر لقاءات عديدة يرجِّح أن تتضمن مبادرة ماكرون نقاطاً أساسية تدور حول محاور أربعة:

الأول: مكافحة الإرهاب: وهي الأولوية المطلقة في سوريا بحسب كلام الرئيس الفرنسي، وتبدأ بإعلان وقف إطلاق فوري وشامل، أما الفصائل التي لا تنضم لهذا الاتفاق فستكون عرضة للإدراج في برنامج "مكافحة الإرهاب".

ويتبع هذه الخطوة بحسب المصادر دمجُ فصائل المعارضة المعتدلة والمليشيات الكردية مع قوات نظام الأسد، وتشكيل قوة مسلحة وطنية مشتركة، على أن يتم لاحقاً التوافق دولياً على خروج جميع الميليشيات غير السورية.

المحور الثاني: مصير بشار الأسد: باعتباره عقدة شائكة محلياً ودولياً، وتطرح المبادرة نظامَ "رئاسة الوزراء" لإدارة البلاد، ما يعني "طريقة صامتة" لإخراج الأسد من الحكم، دون أن يشعر السوريون بذلك، وجعله في المرحلة الانتقالية أشبه برئيس فخري.

المحور الثالث: الحفاظ على الدولة السورية ومنع انهيارها: وبدء عملية إصلاح شامل للحكومة والقوانين العامة كقانون الانتخابات وتنظيم الأحزاب، تمهيداً لصياغة دستور جديد ينظّم الحياة العامة في سوريا، على أن تكون عملية الإصلاح هذه وفق مبدأ علمانية الدولة، وتجري على مهل دون الحاجة لتحديد أفق زمني لها يضغط عليها ويجعلها تنتج نظام حكم غير مستقر على المدى الطويل.

المحور الرابع: إعادة الإعمار: الذي سيكون عبر "حكومة وطنية مركزية" في دمشق، لتقوية بسط سيطرتها على عموم البلاد، ومنع أي احتمال لتقسيمها، أو نشوء مناطق حكم ذاتي في أي جزء منها في المرحلة الانتقالية، مع ترك الباب مفتوحًا لخيارات من هذا النوع فيما بعد المرحلة النهائية واستقرار الوضع تماماً.

وضع الفرنسيون تفاصيل كثيرة في كل محور من المحاور السابقة، ويأملون مناقشتها مع المبعوث الخاص دي ميستورا في مسار جنيف، ومع الروس في مسار أستانا، وطلب توحيد العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة في جنيف فقط، وبمشاركة جميع الدول المعنية في المسارين.

وتقتضي الخطة الفرنسية عقد أول جولة استناداً لهذه المبادرة في جنيف في الجولة التالية لمفاوضات شهر تموز القادمة، كما يأمل الفرنسيون أن تدخل خطتهم حيّز التطبيق خلال شهرين من بدء التفاوض حولها، أي مطلع الربع الأخير من العام الجاري.