الخميس 2020/03/05

محللون: إجراءات دول الخليج لمواجهة انتشار «كورونا» تعمق مصاعبها الاقتصادية

يهدد إلغاء أو تأجيل دول الخليج الغنية بمصادر الطاقة سلسلة من المؤتمرات والفعاليات بسبب مخاوف من انتشار فيروس «كورونا» الجديد بتعميق الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول بفعل تراجع أسعار النفط.

وتم إلغاء فعاليات رياضية ومعارض اقتصادية في السعودية والإمارات وقطر، في مسعى لتجنب انتشار المرض.

وتم تسجيل أكثر من 150 مصابا في البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات والسعودية، غالبيتهم عادوا من إيران.

وتسعى دول مجلس التعاون الخليجي جاهدا للتكيف مع انخفاض عائدات النفط بسبب الأزمة التي أدّت إلى شلل في الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

وقرّرت السلطات السعودية تعليق العمرة «موقتًا للمواطنين والمقيمين» في المملكة، خشية وصول الفيروس إلى المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة، بعد نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين الوافدين.

كما قرّرت تأجيل أو وقف مؤتمرات ومعارض كبرى ووضعت قيودا على دخول الأجانب.

فقد أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تأجيل دورته الافتتاحية التي كان من المقرر عقدها هذا الشهر في مدينة جدة السعودية «تماشيا مع الاجراءات الاحترازية الوقائية» ضد انتشار الفيروس الذي اودى بنحو 3200 شخص في العالم حتى الآن.

وفي إمارة دبي المعروفة باستضافتها مئات المعارض والمؤتمرات سنويا، تم إلغاء معرض «آرت دبي» الفني السنوي، ومعرض دولي للقوارب وغيرها.

وقال رجل أعمال فرنسي يدير شركة علاقات عامة في دبي «كان لدينا خطط لإقامة فعالية علاقات عامة لعلامة مجوهرات خلال آرت دبي، واستضافة تجمع على هامش مهرجان الفيلم في السعودية»، مضيفا «لقد ألغي الحدثان».

وتم أيضا تأجيل أو إلغاء عدد من الفعاليات الرياضية، بينها طواف الإمارات للدراجات بعد أن ألغت السلطات المرحلتين الأخيرتين منه بعد تشخيص إصابة فنيين من أحد الفرق المشاركة، ما دفع السلطات إلى وضع عشرات المتسابقين والفنيين وغيرهم في حجر صحي في فنادق بأبوظبي. وتم تشخيص ست إصابات أضافية مرتبطة بذلك.

واتّخذت السلطات الإماراتية إجراءات احترازية عديدة آخرها تعليق الدراسة في المدارس والمؤسسات التربوية الأخرى الحكومية والخاصة لمدة اربع أسابيع ابتداء من الأحد المقبل.

وحذرت مؤسسة «كابيتال ايكونوميكس» المالية الاستشارية ومقرها لندن من أن انتشار الفيروس أدى إلى خفض توقعاتها للنمو في الشرق الأوسط لعام 2020 بنسبة 0.5 في المئة لتصبح 2%. وقالت في تقرير «اقتصاد الإمارات هو الأضعف وتهدد التداعيات بإثارة مخاوف متعلقة بديون دبي».

وأضافت أنه في حال استمرار الأزمة، فإن هذا قد يؤثر على معرض «إكسبو 2020» الذي تستضيفه الإمارة الخليجية، بين أكتوبر/تشرين الأول المقبل وأبريل/نيسان من عام 2021 لتنشيط قطاعيها التجاري والسياحي، وتأمل في جذب 25 مليون زائر.

وتقدر «كابيتال ايكونوميكس» ان دول الخليج الست قد تخسر نحو 40 مليار دولار من عائدات النفط هذا العام، بعد انخفاض الأسعار من نحو 70 دولارا إلى 50 دولارا للبرميل.

كما تسببت إجراءات احتواء الفيروس في أضرار كبيرة لقطاعات السياحة والطيران والبيع بالتجزئة.

فقد قرّرت شركاتا الطيران الإماراتية الأبرز «الاتحاد للطيران» و»طيران الإمارات»، حث موظفيها على أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر، بينما قامت بإلغاء وإعادة جدولة الرحلات.

وقال ام. أر. راغو، نائب الرئيس التنفيذي في إدارة الأبحاث المنشورة في «المركز المالي الكويتي»، أنه «في مواجهة الوباء وفي ظل اغلاق التجمعات والشركات، ستتعطل سلاسل الإمداد وسيتأثر الاستهلاك والإنفاق».