السبت 2020/05/09

إندبندنت: العراق يواجه خطراً أكبر من كورونا وتنظيم الدولة

قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن العراق يواجه في الوقت الحالي خطراً أكبر من وباء كورونا، ومن تنظيم الدولة.

 

الكاتب "باتريك كوكبيرن" ناقش عبر مقال للصحيفة، أوضاع العراق وتحدياته في الفترة الراهنة، وتوقع أن يكون الضرر الذي تعاني منه أرض الرافدين على خلفية انخفاض أسعار النفط أكبر من أضرار تنظيم الدولة ووباء كورونا.

يقول باتريك إن التهديد الناتج عن انخفاض أسعار النفط "حاد للغاية"، وتأثيره أكبر من نظيره في دول أخرى بالمنطقة.

ويعتقد الكاتب أن "التركيز على تنظيم الدولة وفيروس كورونا باعتبارهما التهديدين الرئيسيين للعراق، يحوّل الانتباه عن خطر أكبر يواجه البلاد، وغيرها من الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط. إن هذا التهديد في العراق هو أشد ما يكون لأن سكانه البالغ عددهم 38 مليون نسمة يخرجون لتوهم من 40 عاماً من الأزمة والحرب".

ويشير إلى أن العراقيين "لا يزالون منقسمين بعمق، وحظهم السيّئ أنهم يعيشون في بلد هو ساحة اختارت الولايات المتحدة وإيران خوض خلافاتهما فيها. ويبدو الأمر وكأنه حقبة مضت، لكن في يناير كانون الثاني فقط، اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني بطائرة من دون طيار في مطار بغداد، واقتربت من الحرب مع إيران".

ومع ذلك يقول الكاتب إن "المشكلة في العراق بسيطة ولكنها غير قابلة للحل: فالعراق تنفد أمواله مع تهاوي عائداته النفطية، بعد انهيار سعر النفط الناجم عن التأثير الاقتصادي الكارثي لفيروس كوورنا. كما تستمد البلاد 90 في المئة من إيرادات حكومتها من تصدير النفط الخام، لكنها في أبريل نيسان كسبت 1.4 مليار دولار فقط بينما احتاجت إلى 5 مليارات دولار لتغطية الرواتب والمعاشات وغيرهما من الإنفاق الحكومي".

ويلفت النظر إلى أن العراق "لا يمكنه أن يدفع لـ 4.5 مليون شخص يعملون بالحكومة رواتبهم، فضلاً عن أربعة ملايين آخرين يتلقون معاشات".

ويعتقد باتريك أن هذا "قد لا يبدو خبراً مثيراً مقارنة بالتصاعد في عمليات القتل من جانب تنظيم الدولة  أو الضرر المحتمل أن يسببه كوفيد19 ، لكنه قد يزيد من تعميق عدم الاستقرار بأكثر مما يفعل التنظيم والوباء".