السبت 2021/01/30

هل بدأت تل أبيب بالاستجابة لطلبات بشار الأسد؟

 

نشر مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية ورقة حول الاتصالات السرية بين نظام الأسد وتل أبيب، والتي كانت قد تحدثت عنها مجموعة من التقارير المنشورة في الآونة الأخيرة.

تشير الورقة إلى مقابلة أجراها الصحفي الإسرائيلي مجدي حلبي في 23 كانون أول / ديسمبر 2020 مع أحد ضباط هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي. حول الغارات المتكررة على المواقع العسكرية للقوات الإيرانية المنتشرة على الأراضي السورية، هذه الغارات التي امتدت من أقرب نقطة على الحدود جنوباً، إلى أبعد نقطة على الحدود السورية العراقية شمال شرق البلاد.

السؤال الأهم في هذه المقابلة كان عن الرسائل التي ينقلها الروس للإسرائيليين من النظام، وماذا يريد بشار الأسد من تل أبيب؟

جواب الضابط الإسرائيلي شمل أنّ الأسد يريد دعم تل أبيب في عودة نظامه إلى جامعة الدول العربية، عبر علاقات تل أبيب المتصاعدة مع دول عربية عديدة بعد إعلان التطبيع العلني معها، مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، إضافة للعلاقات السابقة مع كل من مصر والأردن وعمان، ويبدو أن الأسد يريد هذه العودة قبيل إعادة "انتخابه" رئيساً، لضمان اعتراف الجامعة العربية بهذه الانتخابات مع التهديد الدولي المتزايد حول عدم الاعتراف بها.

يريد الأسد أيضاً المساعدة الاقتصادية العاجلة لسد العجز في تلبية الاحتياجات اليومية للسوريين، كالخبز والوقود على سبيل المثال، هذه المساعدة التي يمكن أن تأتي من الدول العربية الغنية ريثما تعمل تل أبيب على تخفيف أو رفع العقوبات الأمريكية والأوربية عن نظام الأسد.

من الواضح جداً أن هذين الطلبين، هما بمثابة الشرطين اللذين يضعهما النظام مقابل طلب تل أبيب فك ارتباطه مع النظام الإيراني، وإخراج إيران من سورية. ولذا يقول النظام السوري أنه لا مانع لديه من ذلك، شريطة الحصول من الدول العربية الغنية على الأموال اللازمة، ليتمكن من سداد ديونه لإيران، وإخراجها من سورية.

 يتابع الضابط أن الأسد "يخشى أن تسقط حكومته"، السبب الرئيسي لهذه الخشية في هذه المرحلة هو الأوضاع الاقتصادية المتردية، والتذمّر الذي وصل إلى عمق الحاضنة الموالية له، وهو مستعد للحديث مع تل أبيب لدعم حكمه، وخلق حالة من عدم العداء تل أبيب، وبعد ذلك المفاوضات على الجولان وأمور أخرى.

بعد فرض روسيا تغيير ايقاع الحرب عبر اتفاقات أستانا، وإبعاد خطر سقوط العاصمة دمشق، وترحيل آلاف المقاتلين من محيطها إلى الشمال، فإن الوجود الإيراني صار عبئاً ثقيلاً على النظام، يدفع هو فاتورته من موارده، فالاقتصاد الإيراني منهار هو الآخر أيضاً بسبب العقوبات الدولية.

حجم الغارات الإسرائيلية الأخيرة، ووصولها إلى أماكن بعيدة جداً على الحدود العراقية السورية، وتسريب تقارير تفيد وجود عمليات استخباراتية إسرائيلية ضد مراكز أمنية إيرانية في قلب العاصمة دمشق، تجعل احتمال تواطؤ نظام الأسد كبيراً فيها، إضافة للتواطؤ الروسي طبعاً، وقد تكون جزءاً من الاتفاق السري بين الأسد وتل أبيب لمساعدته في إخراج إيران من سورية، وفتح الطريق له نحو تطبيع علاقاته مع محيطه العربي والسنّي، وبالتالي إعادة تأهيله.

هل هذا يعني أن تل أبيب بدأت بالاستجابة لطلبات النظام فيما يخصّ الجانب الإيراني؟ وهل سنرى شيئاً فيما يخصّ الجانب العربي؟

أداء النظام في محادثات جنيف في الجولة الدستورية الخامسة تشير إلى أنه حصل على وعود ما من تل أبيب!!