الأربعاء 2021/05/05

دراسة أمريكية تحذّر بايدن من التطبيع مع الأسد، أو التطبيع مع الجولاني، أو دعم الاستقلال الكردي!

 

خمسة فخاخ خطيرة يجب على إدارة الرئيس الأمريكي بايدن أن تحذرها وهي تعيد صياغة سياستها في سوريا، يأتي على رأسها فخّ التطبيع مع الأسد، أو التطبيع مع الجولاني، أو دعم الاستقلال الكردي شمال شرق سوريا، أو توقّع أن تلعب روسيا دوراً بنّاءً في الحل السياسي.

جاء هذا التحذير في إفادة " جينيفر كافاريلا"،  زميلة الأمن القومي،أمام مجلس النواب الأمريكي، في الشهادة التي قدّمها معهد دراسات الحرب.

وذهبت فيها إلى أن أكبر الفخاخ التي تنصبها روسيا للإدارة الأمريكية هي قبول التطبيع مع نظام الأسد، مقابل روايات مضلّلة تروّج لها روسيا، مثل أنّ الحرب انتهت، ولا داع لإطالة معاناة السوريين، أو أنّ الأسد يحمي الأقليات، أو أنّ روسيا ستساعد في إعادة اللاجئين السوريين في حال رفع العقوبات الاقتصادية عن نظام الأسد، ومنحه الأموال اللازمة إعادة الإعمار، ورغم أنّ روسيا تمارس بعض الضغط على الدول العربية لإعادة النظام للجامعة العربية،فإنّ على الولايات المتحدة أن يكون لها موقف حازم من هذا كلّه، فالتطبيع مع الأسد بذريعة أنه سيجلب الاستقرار للبلاد خيار زائف، وعواقبه ستكون سيئة جداً، فالأسد سيقود حملة انتقامية ضد السكان الذين ثاروا عليه، وسيحكم على المزيد من السوريين بالاعتقال والتعذيب والإعدام، ممّاسيغذّي موجة تجنيد جديدة من قبل الجماعات الجهادية بسبب ذلك، وسيجعل أزمة اللاجئين دائمة، فلن يعود أحد منهم طوعياً بوجود الأسد.

تحذّر الدراسة كذلك من فخّ التطبيع مع الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، فالجولاني يحاول استغلال الأوضاع الإنسانية "الرهيبة" في إدلب، لابتزاز الاعتراف الذي يضفي الشرعية على وجوده، ويمنحه حرية الوصول للعديد من الموارد المالية، وترى الدراسة أنه يجب على الولايات المتحدة رفض قبول الجولاني في صفوف المعارضة المعترف بها دولياً، وأنّ حملات الجولاني الإعلامية لتحسين صورته، عبر استقبال الصحفيين الغربيين، إنّما هي روايات زائفة يسعى من خلالها الجولاني لشطبه من لوائح الإرهاب حسب تصنيف الأمم المتحدة، وأنّه يجب على الولايات المتحدة مواصلة الضربات التي تشنّها على قادة تنظيم القاعدة، والخلايا التي يمكن أن تنفّذ عمليات عابرة للحدود.

 دعم الاستقلال الكردي شمال شرق سوريا،أو منحه أي نوع من الشرعية الدولية، سيكون فخّاً له عواقب خطيرة، ومن شأنه أن يحرّض على تدخّل عسكري تركي جديد، يزعزع استقرار شمال شرق سوريا، ويعطّل بشكل كبير جهود مكافحة داعش إن لم يكن إنهاءها، وإنّ الاعتراف بدولة مستقلة تديرها "قسد" يؤدي إلى نتائج عكسية لمصالح الولايات المتحدة بشكل عام. ومن شأن ذلك أن يزيد من سوء احتمالات التوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري من قبل جهات فاعلة أخرى بما في ذلك نظام الأسد ، وربما بدعم روسي.

بالمقابل توصي الدراسة بعدم انسحاب القوات الأمريكية، لأن هذا من شأنه أن يزيد من خطر اتساع الحرب التركية مع حزب العمال الكردستاني، ويمهّد الطريق لاستغلال إيران وروسيا الانسحاب الأمريكي للحصول على مواقع استراتيجية في تلك المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية.

توقّع أن تلعب روسيا دورًا بناءً، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب، أو تحجيم نفوذ إيران، أو تقديم تسوية دبلوماسية تنهي الحرب، هو من الفخاخ التي تنصبها روسيا لإدارة بايدن، فروسيا هي إما أنها غير قادرة على ذلك، أو لا تريده أصلاً، وإخراج الأسد من السلطة أو أي تغيير آخر ذي مغزى في سلوك النظام يتعارض مع أهداف روسيا الاستراتيجية في المنطقة خصوصاً، وفي صراعها مع الغرب لاستعادة مكانتها الدولية عموماً.

 توصي الدراسة الولايات المتحدة بإعادة تقييم سياساتها في سوريا، وأن تعمل أولاً على  ترسيخ مصداقية العملية الدبلوماسية. وأن تمنع عن منح روسيا والأسد أي تنازلات من شأنها أن تضرّ بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصّل إلى حلّ سياسي وفق قرارات مجلس الأمن.

الجسر للدراسات