الأربعاء 2018/11/21

واشنطن تواجه “خطة معقدة” لدعم الأسد  

المصدر: المونيتور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


أعلنت إدارة دونالد ترامب فرض عقوبات على عدد من الأفراد والشركات التي تتهمها بالمشاركة في مخطط إيراني روسي غير مشروع لتهريب النفط إلى سوريا، يوفر هذا المخطط ملايين البراميل من النفط لنظام بشار الأسد فيما تعتبره الإدارة الأمريكية تحدّياً للعقوبات المفروضة عليه.

وكان وزير الخزانة الأمريكي، ستيف منوشين، أعلن في بيان له فرض العقوبات على تسعة أفراد وشركات، معلقاً "إننا اليوم في مواجهة خطّة معقّدة تستخدمها كل من إيران وروسيا لدعم نظام الأسد وتمويل الأنشطة الإيرانية الخبيثة في المنطقة".

يتضمن البيان تحذيرا صريحا لشركات الشحن حول العالم.

وقال منوشين: "نصدر اليوم تقريراً إرشادياً لتحديد المخاطر الجسيمة التي ستواجه الأوساط البحرية إذا ما شاركت في شحن النفط إلى النظام السوري".

أين تتجلى أهمية هذا الموضوع؟ تأتي هذه الحملة على شبكة تهريب النفط بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات نفطية واسعة النطاق على إيران في وقت سابق من هذا الشهر، عقب انسحاب الرئيس ترامب من الصفقة النووية. وقد تعهّدت إدارة ترامب مراراً وتكراراً بملاحقة المتهرّبين من العقوبات. تسعى الولايات المتحدة إلى ثني المستثمرين الدوليين عن الاستثمار في إيران كجزء من استراتيجيتها للضغط على هذه الأخيرة.

المخطط: وفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن البنك المركزي الإيراني هو من يدفع للنظام ثمن الواردات الروسية غير المشروعة عن طريق شركة "تدبير كيش الطبية الدوائية". ثم يقوم محمد عامر الشويكي بتحويل هذه المبالغ إلى موسكو عن طريق شركة "مجموعة جلوبال فيجن" التي تتخذ من روسيا مقراً لها.

ويُزعم أن ناقلات النفط الروسية قد أوقفت أجهزة التتبع الخاصة بها منذ عام 2014 لإخفاء شحناتها السرية إلى سوريا.

كما وصف البيان الصحفي لوزارة الخزانة محمد الشويكي "بالعنصر المهم" في عمليات تحويل مئات الملايين من الدولارات إلى "حزب الله" و"حماس".

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية خلال مكالمة هاتفية مع البيت الأبيض: "تعد هذه الشبكة مثالاً حقيقياً عن الأسباب التي تدفعنا إلى التحذير من مخاطر التعامل التجاري مع إيران".

إعفاء المجالات التي تغطي الاحتياجات الإنسانية من العقوبات الأمريكية:

أدان مينوشين أيضا استخدام إيران لشركة "تدبير كيش"، التي تبدو شركة أدوية، لتسهيل المعاملات النفطية غير المشروعة. ففي الوقت الذي لا تطال فيه العقوبات الأمريكية المجالات الإنسانية، فإن العقوبات الشاملة المفروضة على البنوك الإيرانية المختلفة تقلّل من الواردات الطبّية، وذلك من خلال عدم تسهيل المعاملات الضرورية. وكانت الولايات المتحدة فرضت في وقت سابق من هذا الشهر، عقوبات على بنك "بارسيان" الإيراني، الذي يُعدّ قناة رئيسية في إجراء المعاملات الإنسانية. لكن إدارة ترامب تُلقي باللوم على طهران بشكل مباشر.

وقال أحد المسؤولين البارزين في الإدارة الأمريكية: "يتعيّن على النظام الإيراني أن يتوقف فوراً عن القيام بهذه الممارسات المخادعة التي تجعل من الصعب على الشركات والمؤسسات المالية أن تعرف وتفهم مع من تتعامل في إيران". خلال مكالمة هاتفية للمونيتور مع البيت الأبيض.

ما الذي سيحدث؟ في ظل رغبة إدارة ترامب في زيادة الضغط الاقتصادي على إيران، من المحتمل أن يتم فرض المزيد من العقوبات على عدد من الأفراد والشركات الإيرانية في المستقبل القريب.

المزيد من التفاصيل: بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على صناعة النفط الإيرانية، أعلنت وزارة الخزانة عقوبات متعددة تستهدف إيران ووكلاءها، بما في ذلك "ميليشيا الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأعضاء حركة طالبان الأفغانية و"حزب الله" ومسؤولو حركة حماس الذي يتلقون الدعم من الحرس الثوري الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، فقد قالت باربرا سلافين للمونيتور إن العقوبات الأمريكية قد فاقمت من حدة نقص الأدوية في إيران.