الأثنين 2019/04/15

واشنطن بوست: لماذا تستهدف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني؟

بقلم: لادن ناصري

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات

صنفت إدارة الرئيس دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بتطبيق هذا التصنيف على إحدى المنظمات التابعة لحكومة أخرى. يعد الحرس الثوري الحامي الرسمي للثورة الإيرانية، كما إنه يمتلك قوة اقتصادية كبرى. يقول خبراء إن الحرس يسيطر على نحو 20٪ إلى ٪40 من الاقتصاد الإيراني.

ما هو الحرس الثوري الإيراني؟

يعد الحرس الثوري الإيراني من قوات الأمن الرئيسية في البلاد التي تضم نحو مئة ألف عنصر، ويمتلك فرقاً برية وجوية وبحرية، ويسيطر على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، كما إن لديه سلسلة من القيادات المنفصلة عن الجيش والتي تتصل مباشرة بأعلى سلطة في إيران، المرشد الأعلى علي خامنئي.

تأسّس الحرس الثوري الإيراني في بداية الثورة الإيرانية عام 1979، في الوقت الذي لم يكن فيه ولاء الجيش لزعماء إيران الجدد واضحاً. ساعد الحرس في الدفاع عن البلاد خلال الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات، ثم أعاد توجيه موارده بعد ذلك لإعادة الإعمار بعد الحرب عام 1988.

في السنوات الأخيرة، قدم أعضاء الحرس الثوري الدعم العسكري في سوريا، حليف إيران الاستراتيجي، حيث ساعد نظام بشار الأسد في ردع قوات الثوار. يسيطر الحرس الثوري الإيراني على معظمِ المصالح التجارية، بما في ذلك صناعات الطاقة والبناء في إيران.

ما هي صلة الحرس الثوري الإيراني بالإرهاب؟

أدرجت الولايات المتحدة إيران كدولة راعية للإرهاب منذ عام 1984. واتهمت الحرس الثوري، ولا سيما فيلق القدس، بلعب دور رئيسي في تنفيذ أعمال إرهابية. تجدر الإشارة إلى أن إحدى المحاكم الاتحادية الأمريكية اتهمت إيران والحرس الثوري الإيراني بتفجير مجمع سكني في السعودية عام 1996، وقتل ما يزيد عن 19 عنصراً من الجيش الأمريكي. كما تُحمّل الولايات المتحدة الحرس مسؤولية تقديم المساعدة لمجموعة متنوعة من الجماعات التي نفذت العديد من الهجمات، بما في ذلك حركة حزب الله اللبنانية والجماعات الشيعية العراقية.

لماذا قامت الولايات المتحدة بهذه الخطوة الآن؟

يعد هذا التصنيف الخطوة الأخيرة في الحملة الأمريكية التي تقودها الولايات المتحدة على النظام الإيراني لحرمانه من الحصول على الدعم المالي. تسعى إدارة ترامب إلى إيجاد طرق جديدة لتكثيف الضغوط على إيران منذ أن قام ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 والذي دفع بإيران إلى تقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. كان الهدف من هذه الصفقة إقناع إيران بتغيير سلوكها من خلال تعزيز روابطها مع بقية العالم، في حين أن ترامب يراهن على أن العزلة الاقتصادية ستجبر النظام على تغيير سياستها.

ما هو تأثير هذا التصنيف على إيران؟

يعرّض هذا التصنيف الاقتصاد الإيراني للعقوبات الأمريكية بشكل مباشر وغير مباشر. فحتى قبل هذه التصنيف، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مباشرة على العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني وعدد من الشركات الإيرانية المرتبطة بهذا التنظيم. وهذا يعني أن الشركات المتعاقدة مع الحكومة الأمريكية لا يمكنها أن تدخل في "معاملات تجارية " مع الحرس الثوري الإيراني، كما فرضت عقوبات على الأفراد الذين "يقدمون الدعم المالي" للحرس وعلى البنوك الأجنبية التي تقوم بأعمال تجارية كبيرة معه.

مع تصنيف الحرس كمجموعة إرهابية، ستنضم العديد من الشركات الإيرانية إلى قائمة الشركات التي لا تستطيع الشركات الأجنبية التعامل معها بشكل قانوني. وفقا لإحدى الدراسات، هناك ما يزيد على 229 شركة إيرانية على الأقل تحت سيطرة الحرس، بالإضافة إلى 25 شركة مرتبطة بهذه المنظمة والتي تخضع للعقوبات الأمريكية بشكل مسبق.

كيف كان رد فعل إيران؟

بعد فترة وجيزة من إعلان الولايات المتحدة، قام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بتصنيف القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على القوات المسلحة الأمريكية في المنطقة، كـ "منظمة إرهابية". كما اتهم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، القوات المسلحة الأمريكية "بالدعم المفتوح والسري للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط"، وفقا لتقرير صادر عن إحدى القنوات الإخبارية الإيرانية. ووصف ظريف الخطوة الأمريكية "بالهدية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عشية الانتخابات"، ويتفق نتنياهو مع ترامب على ضرورة عزل إيران اقتصادياً. يقول المسؤولون الإيرانيون إن الحرس الثوري ليس كياناً منفصلاً عن الحكومة الإيرانية، لكنه مؤسسة حيوية تساعد على حماية إيران من التهديدات الخارجية وتحمي أمنها القومي وسيادتها. وقد أشاد خامنئي بدور الحرس في "الدفاع عن الأمة" وقال إن "المؤامرات" الأمريكية لن تحقق النتائج المرجوة.