الأربعاء 2019/06/05

واشنطن بوست: تغريدات ترامب لا تكفي لمنع مجازر إدلب

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


عندما انضمت روسيا إلى نظام بشار الأسد في هجومه على محافظة إدلب التي يسيطر عليها الثوار في أواخر نيسان/ أبريل الماضي، حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من احتمال وقوع كارثة إنسانية جديدة، حيث يتم حصار أكثر من ثلاثة ملايين مدني داخل محافظة على طول الحدود التركية. عندما أمطرت البراميل المتفجرة والقذائف المدفعية، المستشفيات والمدارس ومخازن المواد الغذائية، جاء رد فعل إدارة ترامب بشكل مقتضبا.

في أواخر الأسبوع الماضي، كرر مبعوث النظام التصريحات التي قدمتها موسكو من قبل قائلا: " إن هذه مجرد مجموعة من العمليات العسكرية المحدودة ضد إرهابيين بعينهم".

هجمات عسكرية محدودة؟ تعرضت عدة قرى في جنوب إدلب للمئات من الغارات الجوية، حسب ما أفادت عدة تقارير من المنطقة. كما تعرض نحو عشرين مستشفى للهجوم منذ 30 نيسان/ أبريل الماضي؛ وفقا للأمم المتحدة، ونزح نحو 270 ألف شخص باتجاه الحدود التركية. يعيش العديد من المدنيين في العراء، حيث "يعيش الكثيرون منهم تحت الأشجار أو الأغطية البلاستيكية في العراء" حسب ما جاء على لسان مسؤولة الأمم المتحدة أورسولا مولر، التي تحدثت الشهر الماضي أمام مجلس الأمن عن الوضع في إدلب.

في 19 أيار/ مايو الماضي، أفادت أنباء عن تعرض قرية للهجوم باستخدام الكلور؛ وعلى الرغم من وعد وزارة الخارجية بالتحقق من الأمر، لم يكن هناك رد. وردت تقارير الثلاثاء الماضي عن مقتل 1095 شخصا على الأقل في الهجوم، من بينهم 338 مدنيا و80 طفلا.

نظام الأسد لا يعتبر هذه العمليات "محدودة"، فقد أخبر سفيره لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنه يعتزم استعادة المحافظة بأكملها.

قد تؤدي هذه العمليات في حال استمرارها إلى نتائج كارثية: يتوقع المسؤولون في الأمم المتحدة وموظفو الإغاثة تدفق موجات جديدة من النازحين تضم نحو مليون مدني باتجاه تركيا، التي أغلقت حدودها مسبقا.

وفقا لوسائل إعلام تركية، ردت حكومة رجب طيب أردوغان على الهجوم من خلال حشد حلفائها السوريين الذين قيل إنهم يهاجمون قوات النظام بصواريخ مضادة للدبابات.  في الوقت الذي لم تلق فيه دعوات الرئيس التركي لوقف القتال واحترام وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه العام الماضي آذانا صاغية لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لم يدفع الروس أو قوات النظام أي ثمن دبلوماسي نتيجة لأفعالهم، على الرغم من قصفهم للمستشفيات – الذي هو الآن جزء من تكتيكاتهم – ويعد جريمة حرب.

يوم الإثنين الماضي، قام سفير موسكو بمنع بيان مجلس الأمن المقترح الذي يدين "تكثيف الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية، مثل المرافق الطبية والمدارس". فكان من المريح رؤية تغريدة لترامب: "لقد علمت أن كلا من روسيا وسوريا وإيران يقصفون محافظة إدلب داخل سوريا بكل ما أوتوا من قوة، ويقتلون العديد من المدنيين الأبرياء دون تمييز على مرأى من العالم، ما الهدف منها؟ ما الذي ستجنونه؟ توقفوا!"

لسوء الحظ، منذ ذلك الحين قامت هذه القوى بتكثيف قصفها على المحافظة. فإذا كان ترامب يسعى لإيقاف مجزرة سورية جديدة، فعليه القيام بأكثر من مجرد التغريد على حسابه.