الخميس 2019/05/30

ماذا بعد تصريحات ترامب “المتساهلة” مع إيران

المصدر: المونيتور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


قال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك له مع رئيس الوزراء الياباني في طوكيو في 27 أيار/ مايو الحالي: "نحن لا نسعى إلى تغيير النظام في طهران، أريد فقط أن أوضح ذلك.

نحن نسعى لوقف تصنيع الأسلحة النووية ... لا نسعى لإيذاء إيران على الإطلاق".. أعرب دونالد ترامب عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران "ذي إمكانيات اقتصادية هائلة".

جاءت التعليقات بمثابة تحول كبير في لهجة الرئيس الذي بذلت إدارته جهودا كبيرة للضغط على إيران، خاصة في الأسابيع القليلة الماضية، وفي الآونة الأخيرة على شكل تعزيزات أمريكية في الخليج العربي.

تبعت تصريحات ترامب التصالحية تقارير تفيد بأنه تبنى عرضا يابانيا للوساطة بين واشنطن وطهران. أعلن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أن بلاده ستفعل "ما بوسعها" لتخفيف "التوتر الذي يحيط بإيران" وتجنب حدوث "نزاع مسلح".

وردا على ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه "لا يوجد أي احتمال لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي"، لكنه أكد أن الترتيبات جارية بخصوص زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران.

لا يمكن تجاهل التغطية الموسعة التي شهدتها هذه التصريحات، والتي تناولتها عدة منابر إعلامية إيرانية.

وفقا لصحيفة "شرق" الإيرانية المؤيدة للإصلاح، فقد كان آبي من قدم عرض الوساطة إلى ترامب "في ملعب الغولف".

في حين أثنت صحيفة "ماردوم سالاري" الإيرانية، على تراجع ترامب عن موقفه السابق المناهض لإيران.

من جهة أخرى، فقد حاولت المنابر الإعلامية المؤيدة للنظام الإيراني عدم التطرق إلى هذا الموضوع أو إثارة جلبة حوله.

في مقالة افتتاحية لها، نشرتها صحيفة تابعة للحرس الثوري الإيراني، أن تصرفات ترامب، بدءا بالضغط الاقتصادي ووصولا إلى نشر القوات العسكرية في الشرق الأوسط، تتناقض مع تصريحاته.

  كما شككت صحيفة "خراسان" بدورها في تصريحاته وكتبت في مقالة لها : "إن الرجل الذي لطالما غير أقواله ولهجته وتحدث في السابق عن نهاية رسمية لإيران قد غير مجددا من لهجته مواصلا بذلك تصريحاته المتناقضة بخصوص إيران".

ووصفت صحيفة " جيهان" الإيرانية -والتي تعارض بشدة أي نوع من التقارب مع الولايات المتحدة بغض النظر عمن يرأس البيت الأبيض- تحركات ترامب الأخيرة ضد إيران بأنها لا تعدو أن تكون سوى "عرض دمى" فاشل "في ظل الاصطفاف الوسطاء واحدا تلو الآخر".

هؤلاء الوسطاء، حسب تقارير إعلامية، كانوا من عُمان والعراق. كان وزير الخارجية العماني في طهران في وقت سابق من هذا الشهر، في حين أن مسؤولين عراقيين هم على اتصال وثيق مع كل من واشنطن وطهران. ومع ذلك، من الناحية الرسمية، لم تؤكد إيران أيا من هذه التقارير.

قال نائب وزير الخارجية "عباس عراقجي" أثناء زيارته الأخيرة لسلطنة عمان والكويت وقطر إنه "لا توجد محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكننا على استعداد للتفاوض مع كل دولة في الخليج العربي من أجل بدء علاقات متوازنة وبناءة تقوم على الاحترام المتبادل وترعى مصالح كل دولة".

يبدو أن رحلة "عراقجي" تندرج ضمن حملة دبلوماسية أوسع تقوم بها وزارة الخارجية الإيرانية، والتي تضمنت زيارة كبير الدبلوماسيين "محمد جواد ظريف" إلى كل من روسيا وتركمانستان والهند والصين والعراق وباكستان.

في بغداد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تحدث ظريف عن خطة لتخفيف التصعيد. وعرض ما وصفه أنه "معاهدة عدم اعتداء" مع دول المنطقة.

اعتبرت صحيفة "إبتكار" الإصلاحية، العرض بمثابة "قفزة هائلة نحو احتواء نيران التوتر" في الخليج العربي.

في حين قالت صحيفة "أفتاب يزد" الحكومية أن "القرار اليوم بيد كل من السعودية والإمارات"، في إشارة إلى أن الدولتين لا تملكان أي ذريعة للتصعيد ضد طهران بعد الآن.

رد ظريف بنفسه على تعليقات ترامب الأخيرة، حيث تناول مخاوف الرئيس الأمريكي المعلنة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

أشار وزير الخارجية الإيراني إلى مرسوم ديني أصدره المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بشأن الأسلحة النووية حيث يحظر المرسوم هذا النوع من الأسلحة وكتب في تغريدة له على تويتر "ستظهر الأفعال - لا الأقوال - نية ترامب".

من المحتمل أن تكون الأسابيع القليلة القادمة حافلة بالأحداث بالنسبة لظريف، الذي كان في طوكيو في وقت سابق من هذا الشهر، عندما يتجه وفد برئاسة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران لتقديم عرض الوساطة.

وفقا لصحفي إيراني، "إذا قام آبي بهذه الزيارة، فستكون الأكثر أهمية بعد الثورة الإيرانية، لأنه بموجب المبادئ الأساسية لسياسة اليابان الخارجية، تمتنع طوكيو دائما عن القيام بخطوات رمزية بحيث أنها إذا ارتأت عدم تحقيق نتائج ملموسة، فلن يسمحوا لهذه الزيارة بأن تحدث ".