الأحد 2019/01/13

ماذا بعد بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟

بقلم: كارين ديونغ ولويزيا لوفلوك وجون هودسون

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


صرح الجيش الأمريكي يوم الجمعة الماضي بأنه بدأ بالانسحاب من سوريا، وقد فاجأ هذا الانسحاب المبكر حلفاء الولايات المتحدة؛ الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالأطراف المتحاربة إلى التنافس من أجل السيطرة على المناطق التي ستغادرها القوات الأمريكية.

جاء في بيان من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التصريح التالي "لقد بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب المقرر من سوريا، حرصا منا على سلاسة هذه العملية من الناحية الأمنية سيبقى الجدول الزمني غير محدد، هذا بالإضافة إلى مواقع أو تحركات قواتنا".

وقال مسؤولو وزارة الدفاع إن عمليات الانسحاب الأولية ستقتصر على المعدات، وإنه لم يغادر أي جندي بعد. ومن المتوقع أن تقدم القوات الأمريكية الإضافية والقوات الجوية والبحرية المتمركزة في أماكن أخرى في المنطقة يد العون لإتمام هذه العملية.

واصل كبار المسؤولين في الإدارة إصرارهم على أن انسحاب القوات الأمريكية لن يقوّض أهداف الولايات المتحدة في سوريا، بما في ذلك هزيمة تنظيم الدولة بالكامل، والحؤول دون عودته من جديد، وحماية حلفائهم الأكراد، وإجبار إيران لسحب قواتها ومقاتليها بالوكالة من الأراضي السورية.

قال بومبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في مصر: "سنقوم بإنشاء تحالف عالمي" مع دول "من آسيا وأفريقيا وأوروبا أيضا، والشرق الأوسط بالطبع" مضيفا أن التركيز سيكون "على إيران وضمان أنها لا تملك نفوذا من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة".

كان الضغط على إيران وإخراج القوات الأمريكية من المنطقة من الأهداف الرئيسية للرئيس ترامب في الشرق الأوسط. كما شدد على ضرورة قيام بلدان أخرى، خاصة بلدان المنطقة، بزيادة مساهماتها في محاربة تنظيم الدولة واحتواء إيران.

لكن إعلان ترامب في 19 كانون الأول / ديسمبر بشأن سحب القوات الأمريكية التي تتألف من ألفي جندي أمريكي على الفور من ساحة المعركة في سوريا، أثار مخاوف من أن أهدافه غير متوافقة، وأن إيران وروسيا ستكونان المستفيد الأول من هذا القرار.

أثار إعلان الانسحاب رد فعل فورياً من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، كما دفع بوزير الدفاع جيمس ماتيس والمسؤول الأعلى في وزارة الخارجية المسؤول عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، إلى الاستقالة.

منذ ذلك الحين زادت تعليقات ترامب من حجم هذا الارتباك. حيث قال في مناسبات مختلفة، إنه لم يوافق على تمديد وقت الانسحاب، ولكن الانسحاب سيكون "بطيئا".

وعندما سئل ترامب في وقت لاحق عما كان يعنيه، قال في اجتماع لإدارته في الثاني من كانون الثاني /يناير الحالي: "لم أقل قط إن الانسحاب سيكون سريعا أو بطيئا". في إشارة إلى الأشهر الأربعة التي تحدّث عنها مسؤولون عسكريون كمهلة لسحب القوات الأمريكية من هناك، وأضاف ترامب: "لم أقل ذلك، نحن عازمون على الخروج من سوريا وسنخرج من هناك".

قال بولتون يوم الجمعة الماضي إن ترامب، خلال محادثة هاتفية له مع الرئيس التركي في 23 ديسمبر / كانون الأول الماضي، طلب من أردوغان " عدم إلحاق الضرر بالأكراد الذين حاربوا معنا ضد تنظيم الدولة". لم يتحدث ترامب عن الأكراد خلال تغريدات له على تويتر في إشارة إلى مكالمته مع أردوغان التي وصفها "بالطويلة والمثمرة".

تشكل المليشيات الكردية الجزء الأكبر من القوات الأمريكية، ويبلغ قوامها نحو 60 ألف جندي، وشنت حربا برية ضد تنظيم الدولة وتصنفهم تركيا إرهابيين.

وقال بولتون الجمعة إن الولايات المتحدة "تجري مباحثات مع تركيا بشأن هذه القضية".  لكن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قال إن القوات التركية قد احتشدت على الحدود مع سوريا، لشن هجوم على المليشيات الكردية، مضيفا أن الاستعدادات لشن الهجوم "مستمرة" بشكل مكثف.

على الرغم من الانتظار المرتقب لانسحاب القوات الأمريكية، لا تزال المليشيات الكردية ماضية في حربها مع تنظيم الدولة في جنوب شرق سوريا، بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية وقوات التحالف.

لكن مع بقاء مصيرهم غير مؤكد، لجأت المليشيات الكردية إلى روسيا، الحليف الرئيسي لبشار الأسد. يأمل مسؤولو هذه المليشيات في أن تتمكن موسكو من التوصل إلى اتفاق يمكن بموجبه لنظام الأسد أن يملأ الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب الأمريكي،في هذه الأثناء، والنجاة من الهجوم التركي المحتمل.

رفض ممثلو "قوات سوريا الديمقراطية" التعليق على هذا المقال بشأن الانسحاب الأمريكي، مشيرين إلى أن الجيش الأمريكي يجب أن يقوم بشرح خططه المستقبلية.

في هذه الأثناء، قال بومبيو لـقناة "فوكس نيوز" بخصوص طرد إيران من المنطقة: "إن إخراجها من هناك جزء من خطة أكبر" لإنهاء ما وصفه بمحاولة طهران زعزعة استقرار المنطقة، مضيفا "ستكون هناك العديد من الطرق للقيام بذلك. لن نتحدث عن تفاصيل ذلك، لكن دون أدنى شك سنقوم به، سواء بخصوص دعم إيران لحزب الله اللبناني، أو دعمها لبعض المليشيات الشيعية في العراق، أو التمويل الذي يصل إلى اليمن".

سافر بومبيو في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى الأردن والعراق ومصر. بعد زيارة قصيرة إلى البحرين، وتوجه إلى الإمارات. وتشمل زيارات أخرى له السعودية والكويت وقطر وعمان.

في السعودية، قال إن الإدارة ستستمر في البحث في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو كاتب مقيم في الولايات المتحدة ومساهم في صحيفة واشنطن بوست، قام بها عملاء سعوديون في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكنه قال إن ذلك لم يكن الهدف الرئيسي للزيارة، والتي تهدف بشكل مباشر إلى التأكد من وجود شركاء يساهمون في الحفاظ على أمن الشعب الأمريكي "إن وجود الشركاء الاستراتيجيين في جميع أنحاء الخليج مهم للغاية للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي".