الجمعة 2019/06/21

ماذا بعد إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة؟

المصدر: المونيتور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تزايدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران أكثر فأكثر، في الوقت الذي أكد فيه الجانبان إسقاط إيران لطائرة عسكرية أمريكية بدون طيار أمس، الأمر الذي زاد من مخاوف دخول الطرفين في صراع مباشر.

أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن صاروخا أرضيا إيرانيا أسقط طائرة استطلاع مسيرة تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة الجنوبية على طول مضيق هرمز، في حين أصر الحرس الثوري الإيراني على أن "طائرة التجسس المسيرة" قد انتهكت المجال الجوي الإيراني وسقطت في المياه الإقليمية الإيرانية.

قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء، حسين سلامي، إن ما قامت به إيران هو تحذير لواشنطن وأضاف بالقول إنه على الرغم من عدم رغبة بلاده في الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، إلا أنها "جاهزة ومستعدة تماما لخوضها ". ردا على هذه الادعاءات نفى المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أن تكون الطائرة المسيرة قد انتهكت المجال الجوي الإيراني ووصف الهجوم بـ "غير المبرر".

عبر الرئيس دونالد ترامب في تغريدة له على تويتر عن رفضه لما حدث قائلا: "لقد ارتكبت إيران خطأ فادحا!"

أين تتجلى أهمية هذا الحدث؟

يأتي هذا الحدث في ظل تأزم الأوضاع في الخليج العربي حيث تعرضت ناقلات النفط اليابانية والنرويجية في الأيام الأخيرة لعدة هجمات، ما أدى إلى قفزة نوعية في أسعار النفط الخام بنسبة 3 ٪ لتصل ما يقارب 64 دولارا للبرميل الواحد، وفقا لوكالة رويترز.

تصر إدارة ترامب على أن الهجمات – التي حدثت داخل أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم – قد نفذت من قبل إيران. وكانت واشنطن أعلنت هذا الأسبوع، قرارها نشر 1000 جندي إضافي في الشرق الأوسط ردا على ما وصفته بـ "السلوك العدائي" لإيران.

شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا حادا منذ أيار/ مايو من العام 2018 عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وفرضت عقوبات مدمرة على إيران.

لقد أدرك الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي وقع الاتفاق النووي، أنه في وضع صعب منذ ذلك الحين، وقال الشهر الماضي إن حكومته "ستقلل من التزاماتها" بالاتفاقية النووية دون أن تنسحب بالكامل. هذا الأسبوع، أعلنت إيران أنها ستستأنف أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم لكنها لم تقل شيئا عن إلغاء الصفقة في الوقت الحالي.

من سيضعف أولاً؟

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه - خلال إحاطات سرية في الكونغرس - تحدث وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولو البنتاغون عن العلاقات التي تربط إيران بالقاعدة. وأثار هذا مزيدا من المخاوف من أن تحاول الإدارة الأمريكية استخدام قانون التفويض باستخدام القوة لعام 2001 لمهاجمة إيران، كما أثارت تكهنات بأن ترامب سيسعى إلى تصعيد التوتر مع إيران لتحسين وضعه خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2020.

قد يرى المتشددون الإيرانيون أن هناك فائدة من التصعيد مع واشنطن. فمن المرجح أنهم يظنون أنه بدلا من المجازفة والدخول في مواجهة شاملة، قد تلجأ الولايات المتحدة إلى شن غارات جوية. يعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من تأثير العقوبات، وبالتالي فإن عدوانا أمريكيا سيوحد صفوف الإيرانيين ويدفعهم إلى الالتفاف حول النظام. تأمل إيران أيضا في حدوث شرخ آخر بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهدا للحفاظ على الصفقة النووية.

ما الذي سيحدث في الأيام المقبلة؟

تُظهر تغريدات ترامب الغاضبة استعداد الإدارة الأمريكية توقها للحرب. فقد قال السناتور ليندسي غراهام، الذي التقى بالرئيس صباح يوم أمس، إن ترامب لن "يتعرض للترهيب والتخويف" من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الإيرانيين، ولن يقوم بإلغاء العقوبات. لا شك في أن يحاول كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا والجهات الفاعلة الإقليمية كعُمان تهدئة الوضع، عكس إسرائيل والسعودية اللتين قد تحرضان الرئيس للمواجهة إيران.

في غضون ذلك، قدمت إيران شكوى إلى الأمم المتحدة في وقت متأخر من أمس الخميس بخصوص انتهاك الطائرة المسيرة لمجالها الجوي. مما لا شك فيه أن خطر دخول البلدين في مواجهة عسكرية يزداد مع كل تصعيد جديد.