الخميس 2019/03/28

لماذا تكتسب الجولان أهمية كبرى بالنسبة لإسرائيل وسوريا وترامب؟

بقلم: إيفان ليفينستون

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تقع مرتفعات الجولان في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها في العالم، ما جعلها في عمق الخلاف العالمي منذ استيلاء إسرائيل عليها في حربها مع سوريا عام 1967. رفضت الولايات المتحدة، كما فعل بقية العالم، قبول مطالب إسرائيل المتعلقة بهذه الأرض التي تكتسب أهمية استراتيجية. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترف رسميا بالسيادة الإسرائيلية عليها في 25 آذار/ مارس الحالي، خلال حفل أقيم في واشنطن حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ما هي مرتفعات الجولان؟

تقع مرتفعات الجولان في الطرف الجنوبي غربي من سوريا، وتبلغ مساحتها حوالي 1800 كيلومتر مربع (أي حوالي 700 ميل مربع)، مع وجود ثلثي هذه المساحة تحت سيطرة إسرائيل. تقع مرتفعات الجولان على الحدود مع لبنان والأردن وإسرائيل، وتقع أبراجها الصخرية فوق الوادي الإسرائيلي من الغرب. عندما كانت تسيطر سوريا على هذه الأراضي، استخدمها الجيش السوري بانتظام لقصف المنشآت السكنية الإسرائيلية التي كانت بمحاذاتها. إن سيطرة إسرائيل على هذه الأراضي تسمح لجيشها بمراقبة الطريق وصولا إلى العاصمة دمشق، أي على بعد 60 كيلومترا (ما يعادل 40 ميلا)، ما يتيح لها مراقبة تحركات القوات.

تعد مرتفعات الجولان أرضا خصبة – حيث يقوم الإسرائيليون بغرس أشجار العنب من أجل النبيذ - ومصدرا مهما للمياه.

لماذا تسيطر إسرائيل عليها؟

انتزعت إسرائيل السيطرة على هذه الأراضي خلال حرب عام 1967، التي شاركت فيها مجموعة من الدول العربية وتحديدا مصر وسوريا والأردن، التي رفضت جميعها إنشاء دولة يهودية عام 1948. كما استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن، وقطاع غزة من مصر. في عام 1981، تحت قيادة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان، وهي خطوة لم يتم الاعتراف بها دوليا.

ما هو موقف سوريا؟

سوريا تريد استعادة سيطرتها على هذه الأراضي. منذ العام 1990، دخلت سوريا بشكل دوري في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل والتي بموجبها ستعيد إسرائيل جزءا أو كل مرتفعات الجولان مقابل معاهدة سلام مع سوريا. توقفت هذه المحادثات مع بدء الانتفاضات العربية عام 2011 التي أدت إلى حرب دموية في سوريا واستبعدت بذلك أي استعداد إسرائيلي لوضع نظام الأسد على شواطئ بحيرة طبريا.

من يعيش هناك اليوم؟

هرب العديد من سكان المرتفعات عام 1967؛ تقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إن أكثر من 40،000 شخص يعيشون داخل الجولان، وإن نصفهم عاشوا هناك حرب عام 1967 – غالبية هؤلاء السكان من الطائفة الدرزية - حيث رفض الكثير منهم الجنسية الإسرائيلية. في حين أن النصف الآخر من المستوطنين اليهود الذين انتقلوا للعيش هناك منذ استلاء إسرائيل على هذه الأراضي.

لماذا أثير موضوع الجولان الآن؟

قام ترامب بالتغريد في وقت سابقا معربا عن نيته الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي، ليقوم بعد ذلك بإضفاء الطابع الرسمي على هذه التغريدة بإصدار أمر تنفيذي في 25 آذار/ مارس الحالي. يرى الكثيرون هذه الخطوة على أنها هدية لنتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالرشوة ويخوض انتخابات صعبة ضد منافسه قائد الجيش السابق بيني غانتز في 9 نيسان/ أبريل القادم. قد يكون ذلك محاولة لإبعاد إحدى هذه القضايا عن الطاولة بينما يستعد ترامب لإطلاق خطته للسلام في الشرق الأوسط. أو ربما تكون محاولة لمنع إجراء مناقشة حول إعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا مع انتهاء الحرب السورية. في الوقت نفسه، يمكن اعتبار هذه الخطوة محاولة للتقرب من للناخبين اليهود الأمريكيين - المجموعة الدينية الأقل دعما لترامب، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 2018 – للدفع بهم لإعادة النظر في دعمهم للحزب الديمقراطي.

كيف كان رد الآخرين بخصوص الخطوة؟

عبرت الدول في جميع أنحاء العالم عن سخطها إزاء هذه الخطوة واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي. وقال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن هذه الخطوة ستؤدي إلى "سفك الدماء" وزعزعة الاستقرار. أدانت سوريا الخطوة ووصفتها بأنها "اعتداء صارخ" على وحدة البلاد، في حين رفضت السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، الخطوة ونددت بها. وقالت روسيا التي حوّل تدخلها في سوريا الحرب لصالح نظام الأسد، بأنها لن تعترف أبدا بتلك الأراضي كجزء من إسرائيل ووصفت الخطوة بأنها تهدف إلى تقسيم العالم العربي في حين قال حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين إن موقفهم حول المنطقة لم يتغير.