الأربعاء 2019/04/24

كيف يمكن لواشنطن أن تقود حملة عالمية لمنع إيران من تصدير النفط؟

بقلم: لورانس أرنلود ونيك وادهامز

المصدر: واشنطن بوست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات

باعتبارها زبونا رئيسيا قديما، لم تشتر الولايات المتحدة النفط من إيران لأكثر من 25 عاما.

كيف يمكنها إذن أن تقود حملة عالمية لمنع إيران من بيع صادراتها الرئيسية؟

الجواب بسيط: أي دولة ستواصل شراءها للنفط الإيراني ستواجه عقوبات أمريكية حسب ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، يوم الإثنين الماضي بعد الإعلان عن أن الإعفاءات المؤقتة التي تم منحها لبعض الدول في أواخر العام الماضي لن يتم تمديدها عند انتهاء مدتها في 2 أيار/ مايو المقبل.

كيف يمكن للولايات المتحدة أن تملي على الدول الأخرى ما يمكن شراؤه؟

كما هو الحال مع الحملات العقابية الأخرى، فإن النفوذ الأمريكي يعتمد بالإساس على الدور المركزي للبنوك الأمريكية والدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي؛ لذا فأي دولة أو شركة أو بنك ينتهك شروط العقوبات الأمريكية سيتم حظر أصوله الموجودة في الولايات المتحدة أو يفقد القدرة على نقل الأموال من أو إلى الحسابات الموجودة في الولايات المتحدة.

من حيث الجوهر، تراهن إدارة ترامب على تلك الدول أو البنوك، إذ ستفضّل جل الشركات في أنحاء العالم التعامل مع الولايات المتحدة إذا ما وُضعت بالخيار.

هل سيشارك الجميع في هذه الحملة؟

إن إعلان بومبيو القاضي "بتصفير" صادرات النفط الإيراني يمكن أن يثير امتعاض المستوردين الرئيسيين كالصين والهند، حيث تستفيد كلتاهما من الإعفاءات.

اتهمت الصين الولايات المتحدة بتجاوز نطاق سلطتها.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، إن الحكومة حافظت على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة وأعربت عن رأيها بأنه "يجب ألا تضرر أنشطة الشركات اليابانية".

في حين قامت شركة النفط الهندية التي تديرها الدولة - أكبر شركة في البلاد لتكرير النفط – بالتعامل مع عدد من المورّدين كجهات بديلة منذ العام الماضي لتفادي أي نقص نتيجة فقدان الخام الإيراني.

ما مقدار النفط المعرض للخطر؟

انخفضت شحنات الخام الإيراني إلى 1.14 مليون برميل يوميا خلال الأسبوعين الأولين من نيسان/ أبريل الحالي من أصل 1.53 مليون برميل يوميا خلال نفس الفترة في آذار/ مارس الماضي، حيث قلص المشترون عمليات الشراء قبل انتهاء مدة الإعفاءات، وفقا لبيانات بلومبورغ.

كانت إيران تنتج نحو 4 ملايين برميل يوميا في النصف الأول من عام 2018، حيث يتم توجيه أكثر من نصف هذه الكمية إلى الصادرات.

أين تبيع إيران معظم خامها؟

تقوم إيران في الغالب بشحن خامها باتجاه آسيا، لتحتل أوروبا المركز الثاني بعدها، في حين احتلت الصين والهند، وهما من أكبر الدول المستوردة للنفط، مكانة بارزة في قائمة المشترين للنفط الإيراني إلى جانب كل من تركيا واليابان وكوريا الجنوبية.

قال شخص مطلع على إعلان بومبيو إن الدول التي استفادت من الإعفاءات الأمريكية من قبل ستحصل على مزيد من الوقت لتخفيض مشترياتها، موضحا أنه لا يمكن اعتبار هذا المدة إعفاء وإنما مهلة قصيرة.

من أين يمكن لهذه الدول الحصول على النفط؟

تبدو كل من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وغيرها من الدول ملتزمة بضمان توفر النفط "بشكل كاف"، وفقا للبيت الأبيض في بيان صدر يوم الإثنين الماضي.

ولتحقيق هذه الغاية، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن السعودية ستنسق مع منتجي النفط الآخرين لضمان توفر إمدادات كافية للمستهلكين مع ضمان "عدم اختلال توازن" سوق النفط العالمي.

كيف وصل الأمر إلى هنا؟

سمحت صفقة إيران النووية لعام 2015 - التي خففت العقوبات الاقتصادية على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي - لها باستئناف عمليات بيعها النفط على نطاق واسع.

على الرغم من الدعم الدولي الواسع للاتفاق، يرى ترامب وحلفاؤه أن الصفقة لم تتطرق للسلوك الخبيث التي تنتهجه إيران في الشرق الأوسط، أو دعمها للإرهاب أو برنامج صواريخها البالستية. يسعى ترامب إلى إبرام صفقة جديدة أكثر حزما ومن أجل تحقيق هذه الغاية قرر عدم تمديد الإعفاءات.