الجمعة 2018/08/10

سجلات “معتقلات الموت”..حقائق جديدة


المصدر: موقع (فور نيوز) القناة البريطانية الرابعة

بقلم: جاكي لونغ

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


ثمة أدلة جديدة من داخل النظام تظهر الأعمال الإجرامية "الممنهجة" التي كان يقوم بها التابعون له. تأمل المنظمات الغربية الآن أن تساعد هذه الأدلة في تحقيق العدالة وإنصاف عائلات الضحايا.

كشفت وثائق جديدة أن المخابرات العسكرية التابعة للأسد كانت على علم بما يحدث داخل السجون من تعرض المعتقلين للتعذيب، وارتفاع أعداد القتلى بشكل مهول.

وكانت قد حصلت القناة الرابعة البريطانية على نسخ من سجلات النظام الداخلية الخاصة التي تم تهريبها من سوريا وفحصها من قبل محققين في جرائم الحرب بمكان سري في أوروبا.

تُظهر هذه الأدلة أن رئيس المخابرات العسكرية التابعة للنظام كان قد طلب إعلامه بكل حالة وفاة على حدة.

يقول محققو جرائم الحرب إن الأوراق تشكل دليلاً ضد الأسد ويمكن أن تكون السبيل لتحقيق العدالة لعائلات المختفين.

قال بيل وايلي، رئيس لجنة العدالة والمساءلة الدولية، وهي منظمة خاصة غير ربحية، تمولها الحكومات الغربية، لقناة الرابعة الإخبارية، إنها كشفت عن وجود أدلة جديدة ضد قيادة الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام.

تقدم هذه الوثائق تفاصيل تتطابق مع صور الجثث التي قام المنشق " قيصر" بجمعها وتهريبها إلى خارج البلاد. تُظهر هذه الصور جثثا لأكثر من 6700 شخص ماتوا خلال احتجازهم في سجون النظام.

تُظهر الوثائق أن النظام كان على اطلاع بما يتعرض له المعتقلون من تعذيب، وأن أعداد الموت في ارتفاع مستمر.

إن الأدلة التي حصل عليها المحقّقون عبارة عن نسخ من الاتصالات الداخلية الخاصة بالمخابرات العسكرية التابعة للنظام، حيث كشفت أن رئيس المخابرات العسكرية قد طلب من الأقسام التابعة له إبلاغه عن كل حالات الوفاة، بل واستشارته بشأن ما يجب القيام به مع بعض الجثث.

في كانون الأول / ديسمبر من عام 2012 ، نقلت دائرة الاستخبارات العسكرية مذكرة وقع عليها رئيس الأركان، وجاء في نصها ما يلي: "عندما يموت أي معتقل في سجون فروع الإدارة ... ثم يتم إبلاغ رئيس القسم في اليوم نفسه مع ذكر أسباب الاعتقال ونتائج استجوابهم وكذا أسباب الوفاة ... "

قال بيل وايلي: "إن هذا دليل جيد؛ لأنه يُظهر أن رئيس المخابرات العسكرية التابعة للنظام كان يطّلع على ما يجري مع المعتقلين. وبناء على طلب منه، كان يحصل باستمرار على إشعارات بوفاة المحتجزين الذي كان مسؤولاً عنهم بموجب القانون".

جاء في مذكرات اجتماع لضباط المخابرات العسكرية عام 2013 عن كيفية معاملة المحتجزين: "من الضروري أن نحافظ على نظافة السجن وجميع منشآته، ونظافة المحتجزين وصحتهم ...وذلك من أجل الحفاظ على الأرواح والحد من الوفيات التي ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة".

أخبر ويلي قناة الإخبارية الرابعة أن "هذا اعتراف واضح بأن هناك مشكلة تتعلق بوفاة المحتجزين، وقد تحدثوا عن تقليل الوفيات، في الوقت الذي كان من المفترض أن يناقشوا مسألة الحفاظ على حياة المحتجزين.

ويبقى السؤال المطروح لماذا هناك وفيات في المقام الأول؟

كما تشدد المذكرة التي تم إرسالها إلى رئيس المخابرات العسكرية على الكيفية التي يجب ألا يتعرض بها المعتقلون للضرب أو الإذلال أو الاحتجاز التعسفي. لكن نص المذكرة يقر بما يلي: "لقد تمت مراجعة بعض الأخطاء التي ارتكبتها بعض فروع الإدارة، بما في ذلك: (الاحتجاز التعسفي ... استخدام القوة والضرب والتعذيب للمحتجزين ... إلخ)، مع التأكيد على ضرورة تجنب هذه الممارسات".

كما صرح ويلي للقناة البريطانية الرابعة قائلا "لا يمكن اعتبار تعذيب المحتجزين وقتلهم أخطاء، فهذه أعمال إجرامية منتشرة وممنهجة في واقع الأمر. تعتبر هذه " الأخطاء" في نظر المحامين الجنائيين الدوليين والمحققين جرائم ضد الإنسانية".

ربما كان الدليل الأكثر أهمية تقارير الوفاة التي يمكن مقارنتها مع الجثث المصورة في صور قيصر.

جاء في إحدى الوثائق التي تم إرسالها إلى رئيس الاستخبارات العسكرية التابعة للنظام، أن المعتقل إرهابي ( وهو تعريف واسع يستخدمه النظام غالباً لمن يعارضه).

وجاء في نص التقرير التالي: "بسبب حالته الصحية السيئة، تم نقل السجين إلى المستشفى العسكري رقم 601 وتوفي نتيجة لسكتة قلبية، نقلت بعدها الجثة رقم 2668 إلى مستودع الموتى التابع للمستشفى".

قام المحققون بالبحث عن رقم المعتقل ومقارنته مع صور قيصر، ووجدوا أن الجثة رقم 2668 التي كانت في فرع الأمني رقم 227، وهو رجل بدا وكأن إحدى عينه قد اقتلعت.

تم توقيع الوثيقة من قبل رئيس الفرع الأمني رقم 227، حيث احتجز أكثر من 2000 معتقل ظهرت جثثهم في صور قيصر.

اطلعت القناة البريطانية الرابعة على عدد كبير من تقارير الوفيات الموقّعة، وصور قصير المطابقة لها.

في العام الماضي، عندما سئل بشار الأسد عن صور قيصر في مقابلة أجراها معه موقع "ياهو" قال: "من قام بتحليل تلك الصور؟ هل تم التحقق من أن تلك الصور تم تعديلها وفبركتها؟

أضاف قائلا بخصوص تلك الصور "إنها مجرد دعاية وأخبار مزيفة. يريدون بها تشويه صورة النظام. من الطبيعي أن تكون هناك جرائم فردية في جميع الحروب. من المحتمل أن تكون قد حدثت هنا أو في أي مكان من العالم، لكن هذا لا يعني أنها سياسة ممنهجة".

وكانت طلبت القناة البريطانية الرابعة من النظام الرد على هذه الادعاءات الواردة في هذا التقرير ولكنها لم تتلق أي رد حتى الساعة.