الجمعة 2018/09/28

ستراتفور: هذه النتائج المحتملة لتسليم منظومة S300 لنظام الأسد

المصدر: ستراتفور

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تحاول روسيا تجنب كارثة جديدة في سوريا. فبعد أن أسقطت قوات النظام طائرة استطلاع روسية عن طريق الخطأ، في 17 أيلول/ سبتمبر الحالي أثناء ردها على هجوم إسرائيلي، باستعمال صاروخ أرض جو، تحاول موسكو اليوم تأمين المجال الجوي كما كان متوقعا. فقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يوم 24 من أيلول/ سبتمبر الجاري أن بلاده ستزيد من دعمها لخط الدفاع الجوي التابع للنظام، على أمل منع وقوع حوادث مستقبلية و "هجمات طائشة"، وتحديدا من قبل إسرائيل. لكن الإجراءات التي تقوم بها روسيا لن تمنع إسرائيل من تنفيذ ضربات جوية ضد المواقع الإيرانية في سوريا. بل إنها قد تزيد من خطر التصعيد بين البلدين.

قال شويغو إن الخطة التي تتبناها روسيا تتكون من ثلاثة أجزاء لتعزيز الدفاع الجوي التابع للنظام. أولا، ستقوم روسيا بتسليم أنظمة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى من طراز (إس- 300) إلى قوات النظام، التي تعتمد حاليا على النظام القديم من طراز (إس- 200) للدفاع الجوي البعيد المدى. بعد ذلك، ستعمل على تحسين وظائف القيادة والتحكم في شبكة الدفاع الجوي التابعة للنظام بهدف تحديد الأهداف بشكل أدق، وتحديد مواقع الطائرات الروسية. أخيرا، ستقوم روسيا باستخدام الإجراءات الإلكترونية المضادة بشكل مكثف، مثل أجهزة التشويش، للتصدي للطائرات القتالية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع داخل سوريا. لا شك أن هذه الخطوات ستصعّب على إسرائيل القيام بغارات جوية مستقبلية في سوريا، إلا أنها لن توقفها. فعبر استخدام تكتيكات مضادة وعبر نشر طائراتها المقاتلة الشبح طراز (إف- 35) الجديدة، يمكن لإسرائيل الحد من مخاطر هذه الإجراءات على طياريها. فقد أعلنت إسرائيل بالفعل نيتها مواصلة استهداف المواقع التابعة لإيران وحزب الله في سوريا.

يزيد استعداد إسرائيل لشن المزيد من الهجمات من احتمالية دخول قواتها في مواجهة مع القوات الروسية في سوريا. إذ ستضمن مشاركة روسيا في العمليات الجوية التي تقوم بها قوات النظام مزيدا من السيطرة، بهدف التقليل من مخاطر استهداف الطائرات الصديقة أو المحايدة أو المدنية عن طريق الخطأ. غير أن هذه المشاركة من شأنها أن تضع المزيد من الجنود الروس في خط النار بين إسرائيل وسوريا. وكانت قد أوضحت إسرائيل بأنها لن تتردد في إطلاق النار على بطاريات الصواريخ أرض جو التي تعترض طائراتها. وبالنظر إلى الكيفية التي سيشارك بها الروس في شبكة الدفاع الجوي التابع للنظام، فمن المحتمل أن يطالهم هذا التهديد بدورهم.

إن تمكنت روسيا من تجنب وقوع إصابات خلال مواجهات مستقبلية بين شبكة الدفاع الجوي التابعة للنظام والطائرات الإسرائيلية، فإنها لا تزال أمام معضلة حقيقية. يمكن لإسرائيل إطلاق وابل من صواريخ كروز أو الصواريخ المضادة للرادارات لتدمير منظومة الدفاع الجوي (إس- 300) التي تخطط روسيا لإرسالها لسوريا. من شأن هذا أن ينعكس بشكل سيئ على موسكو التي طالما تباهت بقدرات أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، التي تحتل مكانة مهمة في العديد من صفقات تصدير الأسلحة الروسية المربحة. فإذا لم تفلح إسرائيل في تدمير هذه الأنظمة (إس-300)، فإنها قد تقوض سمعتها بمجرد مواصلة غاراتها الجوية على الرغم من وجودها في سوريا. (وبنفس الطريقة، قد تفقد طائرات (إف 35) الجديدة بريقها إذا تم إسقاطها، إذا ما اعتبرنا أنه لا وجود لأسلحة منيعة لا يمكن التغلب عليها. كما إنه من المحتمل أن تسعى روسيا لضمان نجاح إجراءات الردع المعلن عنها من خلال القيام بعمليات جوية خاصة بها ضد إسرائيل.

قد يكون لمحاولات روسيا منع صراع أكبر في سوريا نتيجة عكسية. فمن خلال التهديد بإحباط الغارات الجوية الإسرائيلية، قد تزيد موسكو من إمكانية تحول الحرب في سوريا إلى حرب إقليمية.