الأحد 2018/05/13

روسيا ترسل دبابات حربية جديدة إلى سوريا

المصدر: ناشيونال انترست

بقلم: يوجين تشاو

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تعد روسيا في طليعة الدول التي تقوم بتصنيع المركبات الروبوتية، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي أن دباباتها الروبوتية المقاتلة من طراز (أوران-9) قد تم اختبارها في سوريا.

(أوران -9) مزودة بصواريخ مضادة للدبابات ومدفع أوتوماتيكي وآخر آلي. ويمكن أيضا إعادة تشكيلها لحمل أسلحة مختلفة كصواريخ "أرض-جو". بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز هذه المركبة الروبوتية بنظام بصَري وأنظمة استهداف متطورة كنظام الإنذار بالليزر والتصوير الحراري.

في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن استخدام روبوتات (أوران-6) لإزالة الألغام في سوريا، ظل استخدام الدبابات الروبوتية (أوران-9) طي الكتمان إذ لم يرها المراقبون والمحللون العسكريون في سوريا بعد.

قال سامويل بيندت، وهو محلل متخصّص في الأنظمة الروسية ذاتية التحكم في مركز التحليلات البحرية: "في الواقع ، كان ينبغي  أن تحظى اختبارات (أوران-9) في سوريا باهتمام كبير من مختلف المنابر الإعلامية الروسية الرئيسية بالنظر إلى مدى فخر الروس بالدبابات الروبوتية إلا أن قد ظلت طي الكتمان".

لكن البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية مؤشّر واضح على استخدامها خارج حدود البلاد.

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها: "إن روبوتات طراز (يو آي سي -6) المصممة لإزالة الألغام قد أثبتت نجاحها في سوريا، وكذلك الدبابة طراز (أوران-9)، حيث تقوم بمهام استطلاعية متعددة وتعتبر وحدة دعم لعميات إطلاق النار في ساحة المعركة".

ولا يزال من غير الواضح ما إذا ما استخدمت الدبابة (أوران -9) في المعارك التي تدور في سوريا وكذا أماكن استخدامها، لكن المنطقة كانت بمثابة أرض خصبة لاختبار الأسلحة الروسية المتقدمة.

قام الجيش الروسي باختبار ترسانة جديدة من الأسلحة في سوريا منذ تدخل بلاده في الحرب عام 2015، ضمت هذه الترسانة الطائرات المقاتلة النفاثة من طراز (سو-57)، ودبابات من طراز (تي-90) بالإضافة إلى صواريخ كروز التي تطلقها السفن وأنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وقال فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي وضابط عسكري متقاعد: "عندما ساعدنا الشعب السوري الشقيق، قمنا باختبار أكثر من 200 نوع جديد من الأسلحة".

في الوقت الذي يتم فيه استخدام الطائرات بدون طيار على نطاق واسع في النزاعات حول العالم، لا تزال المركبات الأرضية الروبوتية غير مجربة إلى حد كبير، وتمثل الدبابة (أوران -9) خطوة مهمة. على سبيل المثال، طورت الولايات المتحدة والصين والعديد من الدول الأخرى الدبابات الروبوتية إلا أنها لا تزال تقيّم الاستخدامات المحتملة لها وكيفية التغلب على أوجه القصور في نظامها الأساسي.

إن أحد الأهداف الأساسية لاستخدام المركبات الروبوتية هو التقليل من خطر إصابة الأفراد الذين يكونون عادة بداخلها. وعلى عكس الطائرات بدون طيار - التي يمكن أن تستقبل إشارات الراديو والاتصال بسهولة مع وحدات التحكم الخاصة بها - غالباً ما تقف المباني أو التلال أو غيرها من الحواجز المادية حاجزا أمام وصول هذه الإشارات إلى المركبات الأرضية الروبوتية؛ ما يستدعي وجود أحد على مقربة منها لتشغيلها وتعريضه بذلك لخطر الإصابة في حال حدوث مواجهة.

هذا بالإضافة إلا أنه يبقى من غير الواضح كيف ستؤدي هذه الأنظمة عملها في مناطق الحروب الإلكترونية، حيث يمكن أن تتعرض للاختراق أو يتعرض العاملون فيها لعمليات اختطاف، حيث أفادت تقارير بأن التشويش الروسي قد أثر على أنظمة تحديد المواقع الخاصة بطائرات استطلاع أمريكية صغيرة بدون طيار، ما أدى إلى تعطيل عملياتها في سوريا.

أما بخصوص نظام (أوران -9)، فيتم التحكم فيه عن بُعد بواسطة شخص في سيارة متنقلة يجب أن تبقى في نطاق 1.8 ميل. يمكن للبرج الآلي أن يكشف الأهداف ويحدد أماكنها لكن القرار بإطلاق النار من عدمه يعود إلى مُسيِّرها.

تتطابق هذه الفلسفة بشكل كبير مع الاستراتيجية التي يقارب بها الجيش الأمريكي النظم ذاتية التشغيل الفتاكة، والتي أُطلق عليها اسم "أسلحة السنطور"   نسبة إلى مخلوق السنطور الخرافي الذي نصفه العلوي يشبه البشر ونصفه السفلي حصان حسب الأساطير اليونانية. تدعو الاستراتيجية إلى سيطرة البشر على الأسلحة ذاتية التشغيل من أجل تعزيز قدرات الفرد بدلاً من استبداله بشكل كامل.

ستقوم المركبات الأرضية الروبوتية بنقلة نوعية في الطريقة التي تدور بها الحروب على الأرض مثلما فعلت الطائرات بدون طيار ذلك.

ستلعب المركبات الأرضية ذاتية التحكم وشبه المستقلة دورا كبيرا بالحروب في المستقبل مقارنة بالدبابات العادية إذ يمكنها أن تكون بمثابة وحدات لدعم عمليات إطلاق النار في ساحة المعركة، كما يمكن نشرها في المناطق الخطرة وإطلاق النار على الأعداء وتفكيك دفاعاتهم دون تعرض مشغّلي هذه المركبات للخطر.

ووفقًا لمسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، يمكن لـ (أوران-9) أن توفر معلومات استطلاعية أثناء التنقل بين التضاريس الوعرة أو مناطق العدو. ويمكنها أيضًا إرسال صور عن مواقع الخصم وحتى مهاجمة المواقع المحصّنة أثناء عملية الاستطلاع.

أثبتت الدبابة (أوران-9)، أن عصر الدبابات المسيّرة قد ولى، وتبقى مسألة كيفية استخدامها عائدة لمستخدميها. حتى الآن، تعتبر روسيا أول من استخدمها، وقد يكون لخطواتها القادمة آثار مهمة على الدول الأخرى ومفاهيم المعارك المستقبلية.