السبت 2019/03/02

تركيا ترفض صفقة “الباتريوت” الأمريكية


بقلم: سلجان حاج أوغلو وفرات كوزوك

المصدر: بلومبورغ

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


رفضت تركيا اقتراح الولايات المتحدة تسلم منظومة الدفاع الصاروخي "باتريوت" بحلول نهاية عام 2019، والذي كان مشروطا بتخلي أنقرة عن اتفاقها مع روسيا لتقوية العلاقات بين حلفاء الناتو، وفقا لما ذكره مسؤولان تركيان بارزان الجمعة الماضي.

تقدمت الإدارة الأمريكية بعرضها هذا قبل 15 شباط/ فبراير الماضي، لترفع بعد ذلك سعر هذه المنظومة التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات مقابل التسليم السريع، وفقا لما ذكره مسؤولون مطلعون على المحادثات. وحسب ما جاء على لسان هؤلاء المسؤولين فإن الاقتراح لم يتضمن قرضا ماليا أو اتفاقية لتشارك معرفة هذه التكنولوجيا؛ الأمر الذي يعد مطلبا تركيا رئيسيا.

قالت تركيا في ردها إنها لا تستطيع قبول العرض الأمريكي لتتوقف بعدها المفاوضات، كما جاء على لسان مسؤولين مطلعين.

بعد أن امتنعت لسنوات عن بيع منظومة "باتريوت" لتركيا، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس في كانون الأول/ ديسمبر الماضي عن نيتها القيام بذلك. كان الهدف من العرض الذي تقدمت به الولايات المتحدة إقناع أنقرة بتقويض اتفاقها مع روسيا حول شراء منظومة صواريخ "إس-400 "، الذي من شأنه أن يضر بتكنولوجيا حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على المفاوضات "يبدو أن تركيا تبحث عن أسباب لرفض صفقة الولايات المتحدة"، مضيفا أن الولايات المتحدة قد عرضت على تركيا شروطا أفضل من حيث التسعير والإنتاج المشترك مقارنة مع روسيا، في محاولة لإقناعها بعدم شراء منظومة الصواريخ الروسية من طراز" إس-400".

تتوقع تركيا الحصول على أول دفعة من صواريخ "إس-400 " في تموز/ يوليو القادم. وقد وعدت روسيا تركيا بالإنتاج المشترك ونقل المعرفة التكنولوجية كجزء من الاتفاق.

أدى تصميم تركيا على شراء صواريخ روسية إلى ظهور مطالب في الولايات المتحدة بأن يتم تعليق الإمدادات المقررة لطائرات " إف- 35" على الرغم من بناء أجزاء من مقاتلة "لوكهيد مارتن" يتم في تركيا. وقد هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا إذا ما قامت هذه الأخيرة بالحصول على صواريخ من روسيا.

تعرف العلاقات التركية الأمريكية توترا بعد سلسلة من الخلافات، بما في ذلك دعم واشنطن للأكراد في سوريا الذين تعتبرهم أنقرة عدوا لدودا لها، ومطالبات تركيا المتكررة بتسليم الولايات المتحدة لداعية تتهمه تركيا بالتحريض على محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016؛ واتهام الولايات المتحدة لمصرفي تركي بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.