الخميس 2019/07/11

بريطانيا وفرنسا توافقان على إرسال قوات إضافية إلى سوريا

بقلم: لارا سيلغمان

المصدر: فورين بوليسي

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


وافق الحليفان الأمريكيان على إرسال قوات إضافية إلى سوريا لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي.

في انتصار كبير لفريق الأمن القومي التابع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وافقت كل من المملكة المتحدة وفرنسا على إرسال قوات إضافية إلى سوريا لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من هناك، حسبما ذكرت مصادر مطلعة على هذه المباحثات لمجلة "الفورين بوليسي".

كما أكد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن كلا من بريطانيا وفرنسا، وهما الشريكان الوحيدان اللذان ما زالت لديهما قوات برية في سوريا، قد تعهدتا بزيادة قواتهما هناك بنسبة تتراوح بين ٪10 و15٪. في حين قال المسؤول نفسه إن الدول الأخرى قد ترسل أعدادا صغيرة من القوات أيضا، لكن سيتعين على الولايات المتحدة تغطية تكاليف الحصول عليها.

وقال المسؤول الأمريكي، إنه لم يتم تحديد إطار زمني لنشر هذه القوات، كما إن أعدادها غير معروفة، مضيفا: "بشكل عام هناك نوع من خيبة الأمل" بخصوص الجهود المبذولة لإقناع حلفاء الولايات المتحدة بتخصيص موارد إضافية للحرب القائمة ضد تنظيم الدولة الإرهابي في كل من العراق وسوريا.

بالإضافة إلى قرار بريطانيا وفرنسا، فإيطاليا في طريقها لاتخاذ قرار بشأن إرسال أو عدم إرسال قوات إضافية إلى سوريا، كما إنه من شبه المؤكد أن تقوم العديد من دول البلقان ودول البلطيق "بإرسال حفنة من الجنود كل على حدة "، وفقا لمصدر منفصل مطلع على هذه المباحثات.

أعلن ترامب عزمه سحب قوات الولايات المتحدة بالكامل من سوريا في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2018، أدت هذه الخطوة إلى استقالة وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين. ومع ذلك، فقد عكس هذا المسار منذ ذلك الحين بشكل جزئي، ووافق على ترك عدد قليل من القوات هناك.

على الرغم من اعتبار قرار بريطانيا وفرنسا إرسال قوات إضافية إلى سوريا انتصارا للإدارة الأمريكية، إلا أن هذه الزيادة الهامشية من المحتمل ألا تملأ الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية بشكل كامل عند مغادرتها الأراضي السورية. من المتوقع أن تقل أعداد القوات الأمريكية في سوريا من 2000 جندي إلى 400 جندي فقط. تبقى أعداد القوات البريطانية والفرنسية بالبلاد غير معروفة، لكن حسب تقديرات العديد من المصادر فهناك ما لا يزيد عن 200 إلى 300 جندي لكل دولة.

يأتي هذا القرار بعد يوم واحد من رفض ألمانيا طلبا أمريكيا مماثلا بإرسال قوات برية إلى سوريا، حيث لا تزال الحرب مستمرة منذ عام 2011. يقدم الجيش الألماني حاليا طائرات استطلاع، وطائرات للتزويد بالوقود، وغير ذلك من المساعدات العسكرية لمحاربة تنظيم الدولة وفقا لما ذكرته وسائل إعلام ألمانية.

حذر بعض الخبراء مؤخرا من عودة قوية لتنظيم الدولة، خاصة إذا انسحبت الولايات المتحدة من سوريا دون التزام حلفائها بسد هذه الفجوة.

قالت ميليسا دالتون، عضو في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه دون دعم الولايات المتحدة أو الحلفاء للحفاظ على المكاسب التي حققها التحالف كالأمن والاستقرار، فمن المحتمل أن يصبح "تنظيم الدولة " "مع مرور الوقت قادرا على استغلال المشاكل المحلية"، كما فعل في الفترة التي سبقت سيطرته على المدن الكبرى في عام 2014، "ويقوم بالإعداد لإعادة فرض سيطرته على هذه الأراضي".

حذر تقرير جديد صادر عن معهد دراسات الحرب الأمريكي من أن "الولايات المتحدة ستكرر خطأ فادحا في حال قلصت من جهودها في هذه اللحظة الحاسمة عندما تكون مكاسبها هشة" يضيف التقرير أنه "يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات فورية لمنع عودة تنظيم الدولة إلى كل من العراق وسوريا، بما في ذلك وقف الانسحاب الأميركي المرتقب من سوريا".

تعمل كل من لندن وباريس سرا في سوريا - تشير التقارير لوجود قوات خاصة لهما في البلاد - لذلك فمن غير المرجح الإعلان عن نشر قوات جديدة لهما.

إلى جانب الولايات المتحدة، شاركت المملكة المتحدة وفرنسا في سلسلة من الضربات الصاروخية التي قامت بها الطائرات والسفن الحربية ضد نظام الأسد عام 2018 ردا على هجوم دوما الكيماوي.

لم ترد السفارة البريطانية على طلباتنا للتعليق على هذا الموضوع. في حين قال متحدث باسم السفارة الفرنسية، "لا تملك فرنسا قوات على الأرض في سوريا بشكل رسمي"، ورفض التعليق على هذا الموضوع.

لكن في اعتراف علني نادر، أشار مؤخرا جيمس جيفري، كبير مبعوثي الولايات المتحدة إلى سوريا والمتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، إلى أن الإدارة الأمريكية قد أحرزت تقدما في دفع قوات التحالف إلى المساهمة بقوات إضافية.

وقال جيفري في مقابلة أجراها مؤخرا مع موقع "ديفينس وان": "نتوقع أن يتم ملء الفراغ الذي سيتركه غياب القوات الأمريكية من سوريا من قبل قوات التحالف، وقد حصلنا على رد مشجع منهم ".

قال أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن بريطانيا وفرنسا قد أبدتا اهتمامهما بالمساهمة في "سنتنل"، وهي شراكة بحرية تهدف إلى تعزيز الأمن للسفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز ونقاط العبور الأخرى. طورت كل من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية هذه الشراكة للرد على العدوان الإيراني المتزايد على ناقلات النفط في أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم.

كما تحاول الإدارة الأمريكية إقناع المملكة المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين لها بالمساهمة ماليا في جهود تحقيق الاستقرار في سوريا، حسبما قال أحد المسؤولين الأمريكيين، مشيرا إلى الظروف "القاسية" التي يعاني منها لاجئو مخيم الركبان، حيث تتم محاصرة حوالي 45،000 لاجئا، معظمهم من النساء والأطفال، داخل هذا المخيم.