الخميس 2019/01/03

بريطانيا تمنح الإقامة لإحدى زوجات “رفعت الأسد”

بقلم: كورتني بارتليت

المصدر: ديلي ميل

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


سمحت المملكة المتحدة لإحدى زوجات عم بشار الأسد بالعيش سرا داخلها بعد أن توعدت بإنفاق الملايين أثناء وجودها في البلاد.

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن ابني رفعت الأسد، عم بشار الأسد، قد مُنحا حق الإقامة في المملكة المتحدة في الوقت نفسه تقريبا.

تبلغ الزوجة الرابعة لرفعت الأسد من العمر 63 سنة. عُرف رفعت الأسد في الأوساط السورية باسم "جزار حماة" بعد ترؤسه "قوة النخبة" التي قتلت 40 ألف عام 1982.

يبلغ رفعت الأسد من العمر 80 سنة، هو عم بشار الأسد. وكان قد هرب إلى أوروبا بعد عامين من ترؤسه انقلابا فاشلا ضد شقيقه حافظ الأسد، والد بشار.

بعد وصوله إلى أوروبا، اشترى مئات العقارات في كل من فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة. لكن تم مصادرة أصوله بعد تحقيق دام أربع سنوات، وهو الآن يواجه تهما بالفساد في فرنسا، وفقا لعدة تقارير.

وقبل عامين، تم التحقيق مع "رفعت" بتهمة الفساد وغسل الأموال، حيث شككت السلطات الفرنسية في أن تكون إمبراطورتيه العقارية الضخمة قد بنيت بأموال مشروعة. يعتبر رفعت المسؤول عن 80 بالمئة من الأصول التي استولت عليها سلطات الجمارك الفرنسية عام 2017. كما يمتلك قصرا تصل قيمته 10 ملايين جنيه إسترليني بالقرب من بارك لين بوسط العاصمة لندن، بالإضافة إلى منازل في فرنسا وإسبانيا.

صدر قرار وزارة الداخلية بمنح زوجته الرابعة إقامة مفتوحة في المملكة المتحدة عام 2012، في الوقت الذي كانت فيه الحرب السورية على أشدها.

وصل ابناها البالغان من العمر 22 و37 عاما إلى البلاد بمساعدة ابن آخر لرفعت - من أم مختلفة - عام 2014. تزوج رفعت من أربع نساء، ويعتقد أنه لا يزال متزوجا من جميعهن.

وفقا للقرار القضائي الذي أصدرته لجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة في وزارة الداخلية، لا يمكن الاطلاع على أسماء زوجات رفعت وأبنائهن.

وكانت قد تقدمت الأسرة باستئناف بعد حرمانها من الجنسية البريطانية.

لكن المحكمة رفضت طلبها، مشيرة إلى أن منحهم الجنسية البريطانية "سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الدولية للمملكة المتحدة".

يذكر الحكم أن المرأة، الملقبة بـ "ل. أ" في الوثيقة، جاءت إلى المملكة المتحدة في عام 2006 وأعطيت "تأشيرة المستثمر".

ادعت حينها أنها ستقوم بالاستثمار في مجال "السندات وصناديق التحوط وغيرها من الاستثمارات"، تلقى أحد أبنائها تعليمه في إحدى المدارس الحكومية الرائدة في لندن.

اشتعل فتيل الحرب في سوريا حينها، وتحولت إلى حرب شاملة بحلول عام 2012، مع قيام قوات الأسد بقصف مدينة حلب؛ الأمر الذي أثار غضب الأمم المتحدة.

أخبرت وزارة الداخلية زوجة رفعت عندها برفض طلب الحصول على الجنسية البريطانية بالنظر إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة المتحدة في "تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تدين هجمات النظام ضد المدنيين". وجاء في نص القرار ما يلي " أنت زوجة رفعت الأسد عم بشار الأسد".

على الرغم من أن علاقات رفعت الأسد غير وطيدة بابن أخيه بشار الأسد، إلا أنه يبقى شقيق حافظ الأسد. فقد كان رفعت عضواً بارزاً في نظام أخيه خلال الفترة الممتدة بين 1970 و1980، وهو نظام عرف بارتكابه لجرائم ضد الإنسانية.

"على الرغم من أنه من غير الممكن تقييم طبيعة علاقتك الحالية مع بشار الأسد ونظامه، إلا أنه من الملاحظ أن ارتباط النظام مع عائلة الأسد قد أصبح وثيقا على مدى العقود القليلة الماضية..في ضوء ما سبق ، قرر وزير الداخلية أن منحك شهادة تجنيس سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الدولية للمملكة المتحدة ، وبالتالي لن يكون من المصلحة العامة منحك الجنسية البريطانية".

تقلد رفعت منصب قائد القوات شبه العسكرية التابعة لشركات الدفاع السورية في الفترة الممتدة ما بين 1970 و1980 حيث أشرف خلال تلك الفترة على قمع الثورة السنية في مدينة حماة التي أكسبته لقب "الجزار"، وأسفرت عن مقتل ما بين 10000 و 40000 مدني.

يعد رفعت الأسد أكثر وحشية ودموية من شقيقه، الأمر الذي أبقى على حافظ في العرش منذ عام 1971.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن رفعت كان مسؤولاً عن قتل أكثر من 1000 سجين في سجن تدمر عام 1980.