الخميس 2019/01/24

الولايات المتحدة تتراجع عن “مؤتمر بولندا” بعد اعتراضات أوروبية

بقلم: باتريك وينتور

المصدر: الغارديان

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


أجبرت الاعتراضات الأوروبية الولايات المتحدة على التراجع عن مؤتمر بولندا الذي يهدف إلى إنشاء تحالف دولي ضد إيران.

يعد المؤتمر الآن جلسة لتبادل الأفكار حول الوضع في الشرق الأوسط.

في إعلانه عن القمة في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو صراحة، إن الهدف من هذه القمة هو التركيز على نفوذ إيران وإرهابها في المنطقة.

لكن الإعلان الرسمي المشترك عن القمة لم يأت على ذكر إيران، بل سلط الضوء على القضايا المرتبطة بإيران: "الإرهاب والتطرف، وتطوير الصواريخ والتجارة البحرية والأمن، والتهديدات التي تشكلها مجموعات الوكالة في جميع أنحاء المنطقة".

تأتي هذه التغييرات بعد تلميحات إلى أن العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك رئيسة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، لن تحضر الحدث الذي سيستمر يومين في 12 و13 في شباط/ فبراير القادم، وتتوجه بدلا من ذلك إلى منتدى ميونيخ للأمن في وقت لاحق من الأسبوع نفسه.

تحاول الولايات المتحدة إقناع الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن دعمها للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، كما إنها تستخدم التهديد بفرض عقوبات ثانوية أمريكية للضغط على شركات الاتحاد الأوروبي كي لا تربط علاقات تجارية مع إيران.

تعد المملكة المتحدة واحدة من الدول الأكثر ترددا بشأن حضور المؤتمر البولندي؛ لأنها تربطها علاقات جيدة مع كل من بولندا والولايات المتحدة، لكنها دعمت الاتفاق النووي الإيراني.

قد يتم توسيع جدول أعمال المؤتمر لتسهيل حضور المملكة المتحدة. وصف جوناثان كوهين، ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نطاق المناقشة بأنه "أوسع بكثير من أي بلد وأنه مجموعة من القضايا"، مضيفا أن المؤتمر سيكون أشبه "بجلسة عصف ذهني عالمية"، وأكد أنه "لن يكون محفلا لشيطنة أو مهاجمة إيران".

وقال كوهين لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه سيتم مناقشة قضايا مثل الأزمات الإنسانية في سوريا واليمن وتطوير الصواريخ والأمن السيبراني.

قالت المبعوثة البولندية لدى الأمم المتحدة، جوانا ورونيكا، إن المؤتمر الوزاري في مدينة وارسو سيضيف "قيمة إضافية للجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط من خلال خلق رؤية إيجابية للمنطقة". وأضافت أن 70 دولة في جميع أنحاء العالم دعيت للمشاركة لكنها شددت على أن القمة ستعالج "مجموعة من القضايا المهمة التي تمس المنطقة بأسرها فنحن لا نعتزم التركيز على دول بعينها خلال المؤتمر ".

وكان نائب وزير الشؤون الخارجية البولندي، ماسيج لانغ، سافر إلى إيران لطمأنة طهران هذا الأسبوع، وقالت بولندا يوم الأربعاء الماضي إنها قد تضيف إيران إلى قائمة الدول المدعوة.

تشكك إيران في أن تبدي الولايات المتحدة اهتمامها بمؤتمر لا تكون فيه إيران الموضوع الرئيسي.

وكانت روسيا قد أعلنت بالفعل أنها لن تحضر القمة، وأن مقاطعة هذه القمة أو حضور مسؤولين على مستوى منخفض، سيعزل الولايات المتحدة.

قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن بلاده رحبت بأكثر من 100.000 لاجئ بولندي خلال الحرب العالمية الثانية. "لا تستطيع الحكومة البولندية أن تتخلص من وصمة العار: ففي الوقت الذي أنقذت فيه إيران العديد من البولنديين في الحرب العالمية الثانية، ها هي اليوم تستضيف الآن سيركا مناهضا لإيران".

دعمت الدول الأوروبية الصفقة النووية إلى حد كبير، وإن أبدت نفاد صبرها في ظل تزايد اختبارات الصواريخ الباليستية الإيرانية.

قد تعمل القمة أيضا لتسليط الضوء على عدم قدرة الاتحاد الأوروبي على تجميع "كيان الأغراض الخاصة" التي تهدف إلى العمل كقناة خلفية للتعامل مع المعاملات المالية وتجاوز العقوبات الأمريكية على إيران. تم تأخير كيان الأغراض الخاصة لعدة أشهر.

عانى التحالف الأوروبي - الإيراني الجديد بسبب اتهام إيران بأنها كانت وراء مؤامرات اغتيال على الأراضي الأوروبية، الأمر الذي تتابعه الحكومتان الهولندية والدنماركية عن كثب.