الأثنين 2019/07/22

المونيتور: العالم يتجاهل كارثة إدلب في ظل التركيز على إيران

نشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية تقريراً بعنوان "في الوقت الذي يصب العالم تركيزه على إيران، تتكشف كارثة إدلب أمام أعين الجميع"، سلطت فيه الضوء على الأوضاع الإنسانية والعسكرية حول الحملة العسكرية لقوات الأسد وحلفائه الروس، على محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وفي افتتاحية التقرير قالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في قمة العشرين في أوكاسا اليابانية في 28 من حزيران/ يونيو الماضي "الترفق بإدلب".

وقالت الصحيفة : (قدمت روسيا الدعم الجوي للهجوم الذي شنته قوات النظام على محافظة إدلب، والذي قال عنه كبير مسؤولي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأنه " كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا". في ظل تزايد التركيز على تزايد التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج العربي، تستمر كارثة إدلب في التبلور بشكل ملفت للنظر. ما لم يقم لا بوتين أو بشار الأسد بإلغاء الحصار المفروض على المحافظة مما يعني استمرار هذه الكارثة دون أدنى شك.

في حديثه للصحافة قال ترامب "هناك نحو 30 ألف إرهابي داخل محافظة إدلب". وأضاف "يوجد في المحافظة نحو ثلاثة ملايين شخص، وكما تعلمون، فإن إخراج الإرهابيين من هناك أمر جيد، لكننا لا نريد التسبب في قتل نحو 3 ملايين شخص أو مليون شخص لإخراجهم من هناك").

وأوضحت الصحيفة أن وجود عدد كبير من السكان المدنيين في محافظة إدلب، يجعل استعمال الأسلحة الكيماوية خطا أحمر بالنسبة لترامب، الذي يشير باستمرار إلى بيان البيت الأبيض الصادر في 4 أيلول/ سبتمبر من العام 2018، والذي يعتبر استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب "تصعيداً طائشاً" يستلزم استجابة سريعة ومناسبة. وكأن لسان حال الولايات المتحدة اليوم يقول لبوتين " تريّث في التعامل مع الوضع".

سيحتاج بوتين -بحسب الصحيفة- إلى تقديم أكثر من مجرد دعم جوي لنظام تصارع قواته لفرض سيطرتها على الأرض، لمساعدة الأسد على استعادة إدلب، والتي من المحتمل أن تكون آخر معركة كبرى في حرب طويلة ومدمرة. هذا بالإضافة إلى أن خطوة كهذه ستؤدي إلى العديد من المخاطر والعواقب. وقد أفادت العديد من جماعات المعارضة أن القوات الخاصة الروسية قد بدأت بشكل مسبق بمساعدة قوات النظام على الرغم من نفي موسكو قيامها بذلك. كما حدث في حلب عام 2016.

وأشار تقرير "المونيتور" إلى أن بوتين لا يريد وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "في وضع حرج". إن تدفق العشرات أو حتى مئات الآلاف من اللاجئين إلى تركيا، التي تستضيف حاليا نحو 3.5 مليون لاجئ، لن يصب في مصلحة الرئيس التركي. حاولت كل من تركيا وروسيا التنسيق حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، لكن يبدو أن هذا الأمر قد باء بالفشل.

وإضافة إلى الوضع الإنساني المعقد في إدلب، تقول الصحيفة إن واشنطن وحلفاءها الأوروبيون لا يرغبون في منح الأسد وبوتين وإيران، انتصارا حاسما في سوريا.

وترى صحيفة المونيتور أن الحصار الذي يفرضه الأسد على محافظة إدلب، يجري بعيداً عن الأنظار بشكل نسبي، مقارنة مع تزايد التركيز على أنشطة إيران في مياه الخليج العربي. ونتيجة لهذا الوضع، يدفع مدنيو إدلب ثمناً باهظاً، على وقع الحملة العسكرية، في ظل عدم وجود ملجأ، وفي الوقت الذي يصب فيه العالم جل اهتمامه على قضية أخرى.