الأحد 2019/07/28

الأمم المتحدة: العالم يتجاهل جرائم الحرب لروسيا والأسد بإدلب

بقلم: آرثر ماك ميلان

المصدر: ناشيونال الأمريكية

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


يبقى قصف روسيا للمستشفيات والمدارس وغيرها من الأهداف المدنية دون رد.

قالت المسؤولة عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، إن العالم غير مبال بدور روسيا العسكري في دعم القصف الشرس الذي تشنه قوات النظام على المناطق المدنية في محاولة منها لاستعادة الأراضي. وأضافت المسؤولة الأممية أن نحو 400 ألف مدني نزحوا بسبب الغارات الجوية باتجاه شمال غرب البلاد خلال ثلاثة أشهر فقط.

تعكس تصريحات "ميشيل باشيليت" إحباط مسؤولي الأمم المتحدة من عجز مجلس الأمن عن وقف الغارات الجوية على المستشفيات والمدارس وغيرها من الأهداف المدنية في محافظة إدلب.

لقد قُتل أكثر من 100 شخص في المنطقة الشمالية الغربية خلال الأيام العشرة الماضية، ما يجعل إجمالي عدد القتلى خلال الأشهر الثلاثة الماضية 700 قتيل.

تمتلك روسيا، كعضو دائم في المجلس، استعمال حق النقض على أي خطوة ضد الأسد، ويبدو أنها مصممة على استمرار دعمها لهذا النظام.

شغلت باشيليت، التي كانت في السابق رئيسة تشيلي وسجينة سياسية خلال فترة الديكتاتور العسكري أوغستو بينوشيه، منصب المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة منذ آب/ أغسطس من العام الماضي.

وحذرت باشيليت من أن " الحملة الأخيرة للغارات الجوية التي شنتها قوات النظام وحلفاؤه استمرت في ضرب المنشآت الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية كالأسواق والمخابز". وأضافت: "تعتبر الهجمات التي تستهدف المدنيين بشكل متعمد جرائم حرب، كما يصبح من أعطى الأمر بتنفيذها أو نفذها مسؤولا من الناحية الجنائية عنها".

وقالت المفوضة السامية إن الطبيعة المستمرة لهذه التفجيرات تجعل منها غير عرضية، لكنها قوبلت "بتجاهل جماعي" من جانب المجتمع الدولي.

وأضافت : "تقتل الغارات الجوية للنظام أعدادا كبيرة من المدنيين مرات عديدة خلال الأسبوع الواحد، الأمر الذي يمكن اعتباره فشلا في القيادة من قبل أقوى دول العالم ".

كان من المفترض أن تتم حماية إدلب من هجوم النظام طبقا لصفقة المنطقة العازلة التي أبرمت في أيلول/ سبتمبر من العام 2018 ووقعتها كل من روسيا وتركيا؛ غير أن جهود وقف التصعيد فشلت وتحولت إلى حالة من الفوضى، حيث تعرضت نقاط التفتيش العسكرية التركية هي الأخرى للهجوم في عدة مناسبات.

المعارضة السورية - التي لا تملك قوة جوية - قالت إن الهجمات تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية جوا. تسيطر القوات الجوية التابعة للنظام وروسيا على الأجواء، وتصر روسيا على أنه تم اتخاذ هذا إجراء ردا على انتهاكات الثوار لاتفاق خفض التصعيد.

ونفت موسكو يوم الإثنين الماضي مسؤوليتها عن شن غارات جوية على إحدى الأسواق ومناطق سكنية في معرة النعمان، بلدة في جنوب إدلب، والتي أسفرت عن مقتل 31 مدنيا.

انتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، كأعضاء دائمين في مجلس الأمن، الأنشطة العسكرية الروسية في سوريا، ولكن طالما أن موسكو تقف إلى جانب نظام الأسد فلا يبدو أن هناك مجالا لإيجاد مخرج سياسي لهذا الوضع.

تعتبر إدلب ملاذا لثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون من مناطق أخرى من سوريا.

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه قام منذ نهاية نيسان/ أبريل الماضي بتوثيق نحو 39 اعتداء على المنشآت الصحية أو العاملين في الحقل الطبي شمال غرب سوريا. فقد تضررت ما لا يقل عن 50 مدرسة من الغارات الجوية والقصف. وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن نحو 100 مدرسة في إدلب اليوم تستبقل النازحين. في حين أن الكثير من النازحين مجبرون على العيش في العراء بسبب اكتظاظ المخيمات ومراكز الاستقبال.

قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ديفيد سوانسون، إنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية نزح أكثر من 40 ألف شخص باتجاه إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

كما أودت غارات جوية أخرى للنظام السبت الماضي بحياة 12 مدنيا في شمال غرب سوريا.

كما أودت الغارات الجوية التي شنها النظام الأربعاء الماضي بحياة 10 مدنيين في أريحا. وأسفر قصف القوات النظام على أجزاء أخرى من منطقة إدلب عن مقتل مدني آخر يوم السبت الماضي وإصابة 15 آخرين.