الأحد 2018/08/26

” خيارات روسيا في سوريا وسط خارطة معقدة من المصالح “

المقدمة:

بعد أن دخلت الحرب في سوريا مرحلة جديدة منذ سيطرة النظام على درعا والقنيطرة جنوبي غرب البلاد، أصبحت كل الأراضي المهمة في سوريا إما تحت سيطرة مباشرة للنظام وميليشياته أو خاضعة لنفوذ القوات الأجنبية.. فالميليشيات الكردية الانفصالية المتحالفة مع القوات الأمريكية تسيطر على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، في حين تتواجد القوات التركية شمال محافظتي حلب وإدلب، حيث يتمركز الثوار، ومن خلال هذا التنوع في خارطة السيطرة يبقى لكل هؤلاء الفرقاء رؤية مختلفة عن مستقبل البلاد، لكن موسكو بعد أن حققت هدفها الأساسي المتمثل في تأمين موقفها وموقف نظام الأسد، تتوق إلى جني ثمارِ مشاركتها في دعم نظام الأسد ولهذه الغاية، وضعت روسيا خطة متعددة الجوانب، أولها تأمين أموال إعادة الإعمار وهو ما اعترضت عليه واشنطن بقولها لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار قبل عملية سياسية في البلاد، كما تسعى للابتعاد عن الصدام بين الدول المعنية في الملف السوري، كما إن لديها رغبة شديدة في خروج المليشيات الإيرانية من سوريا وكان هناك تصريحات روسية متناقضة في هذا الشأن فمن إبداءها التوافق مع واشنطن على وجوب خروج القوات الإيرانية من البلاد إلى تصريحاتها بأنه لا ليس بإمكانها إجبار إيران على الخروج من سوريا.. وأمام هذه الخارطة المعقدة من المصالح الإقليمية والدولية بسوريا يبقى السؤال مطروحاً عن إمكانية نجاح موسكو خلق توازنات بين التزاماتها مع نظام الأسد، وتفاهماتها مع القوات الأجنبية.. وكيف يمكن لها إنقاذ نفسها من المستنقع السوري في ظل فشلها بالحصول على أموال إعادة الإعمار؟

ضيوف الحلقة :

السيد: مصطفى ادريس / مركز رؤى للدراسات الاستراتيجية

السيد: غيث حمور / كاتب صحفي سوري