الأثنين 2017/08/28

⁠⁠⁠⁠⁠الرفيق الشيوعي الرأسمالي “قدري جميل”

منذ أكثر من سنة ونصف قلنا ابحثوا عميقاً عمن شارك وساعد في استقدام الروس إلى سوريا....وأشرنا مراراً إلى أقرب الطرق المستخدمة والأسرع في إقناع قادة الكرملين...طرق غير متزمتة وغير تقليدية ولابد للسياسي من استراحة وترويح .

لقد تسربت أسماءٌ كثيرةٌ من فتحات وثقوب الكرملين خلال السنوات الماضية على أنها للأشخاص الأكثر ولاءً لروسيا من السوريين "المعارضين المناضلين"...

عدة أسماء تسربت وبُذلت وتداولتها وسائل الإعلام بكثرة لسنوات على أنها لمتصدري القائمة الروسية فتكرر كثيرا اسم هيثم مناع ذو الوجه التراجيدي المعبِّر, واسم تلميذ أوجلان الديمقراطي القومي الشيوعي صالح مسلم, وتوهم كثيرون أنهما الأول والثاني في قائمة روسيا ولكن العارفين القريبين من الغرف الخلفية للمسؤولين الروس والمطلعين على ما يجري في المنتجعات الترفيهية في ضواحي موسكو الراقية جزموا منذ البداية باسمٍ كان لا يأتي عادة في الإعلام إلا ثالثا أو رابعا.

اسم يقبع صاحبه في الظل معظم الوقت ولكنه في الحقيقة هو الذي يترأس الثقة الروسية بلا منافس...

قدري جميل صنع لنفسه ثقة ونفوذا بين المسؤولين الروس على مدى عشرات السنين .

هو موال عتيق لروسيا ووسيط ذهبي في تجارة وتصريف الأسلحة الروسية وهو مخضرم عاش واعتاش من العصرين السوفييتي وما بعده, وهو صديق حميم لكل أعضاء الكرملين...

صديق دائم مضياف لوزير الدفاع شويغو ولوزير الخارجية لافروف ولكل نوابه بغدانوف وغاتيلوف وريابكوف وولي حميم لعشرات المسؤولين الروس الآخرين...وهو يقيم لهم دائما ولائم غنية بالبهجة والحياة في بنائه الجميل في ضواحي موسكو, ويقدم الهدايا من كل نوع مادي وجسدي.

قدري جميل شيوعي النشأة والعقيدة والتاريخ وكل من بقي أو ورث الشيوعية من بقاياها أصدقاء حميمون له, وقد غضب زوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي مراراً من صديقه قدري جميل... فزوغانوف يعتبر نفسه وارثاً للاتحاد السوفييتي الكبير، ويعتبر نفسه الأولى أيديلوجياً بحفاوة وهدايا قدري جميل.

قدري جميل شيوعي من النمط الهجين الذي لم تمنعه شيوعيته المفرطة والعميقة أبداً من الوصول إلى مستوى رأسمالي ثري كبير...

إنه مآل غريب, منظرو الطبقة البروليتارية الكادحة يؤول بهم الواقع إلى ثراء فاحش.

الرفيق قدري جميل الذي يحصل على مئات الملايين من الدولارات من نسبة الثمانية بالمئة التي تصله من وساطة تجارة الأسلحة الروسية.

قدري جميل يكاد يصل إلى عتبة البرجوازية المعاصرة برقم المليار دولار كما ذكر بعض أصدقائه في تعليقاتهم على بعض ما نُشر عنه...وهو منغمس مع طبقة برجوازية روسية حاكمة أغلب أفرادها من ورثة الحقبة السوفييتية الشيوعية ...ورثة تركوا الأفكار الاشتراكية وأفكار الصراع الطبقي وطلقوا ديكتاتورية الطبقة العاملة (البروليتاريا) ويعوضون عن الحرمان السوفييتي بعشرات المليارات...

وهناك من أشار إلى حصة ثابتة تصب من نسبة قدري جميل في حساب بوتين بشكل اوتوماتيكي...

وقدري جميل هو الوسيط الرئيسي والعرّاب الذي نجح في إقناع بوتين بالتدخل العسكري الواسع في سورية وسوّق قدري جميل الفكرة وتفاصيلها مع فريق الكرملين فردا فردا وأوصل الأمور إلى قناعة تامة وجدها بوتين تحيط به من كافة أعضاء فريقه لمّا استشارهم في الأمر...ولمّا تم التوقيع على الاتفاقية العسكرية الروسية البشارية في شهر آب 2015 كان قدري جميل ودوره في المستقبل السوري القريب حاضرا في الملاحق السرية للاتفاقية .

بوتين يختار الرفيق الشيوعي قدري جميل ليكون رجل روسيا في سوريا, وقد اختار قدري قائمة من الشيوعيين والتقدميين والراديكاليين من الكرد والعرب والعلويين والمسيحيين و وصدّقها من الروس بانتظار أن يكون لأعضائها دورا لا يتوقف عند حدود التفاوض للإبقاء على بشار الأسد ولا عند المرحلة الانتقالية المرسومة...إنهم الشيوعيون الرأسماليون السوريون يعودون لدور قادم ونفوذ دائم بأمر القيصر الروسي .