الخميس 2018/03/08

يوم المرأة السورية.. مضرج بالدم والدموع

تختلف أساليب الاحتفال في بلدان العالم بعيد المرأة العالمي والذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام، فمنهم من ذهب إلى ربطه بالنضال من أجل حقوق الإنسان، ومنهم من ذهب إلى رصد كبرى المليارديرات في العالم، ومنهم من ربط هذه المناسبة بهدية يقدمها لعشيقة أو قريبة.

في سوريا.. الأمر مختلف تماماً.. ففي عيد المرأة العالمي.. المرأة السورية قُتِل أطفالها وعاشت ثكلى تندبهم وتخطّتْ حاجز الندب إلى أن وصلت لدرجة عدم رؤيتهم بسبب احتراق جثثهم أو تناثر أشلائهم وعدم قدرة المنقذين على لمّها، وفي حالات أخرى أصبحت البيوت قبراً للمرأة مع أطفالها ولم تستطع فرق الدفاع المدني استخراج الجثث من تحت الأنقاض.

في سوريا.. تعيش المرأة غصّة فراق ابنها الذي هُجّر قسراً.. هرباً من الموت قصفاً أو خوفاً من سوقه للخدمة الإلزامية للدفاع عن عائلة الأسد، وهذه الكلمة أصبحت ملازمة لموت محقق حيث يزجُّ بالشباب على الجبهات الأكثر سخونة ليلقوا حتفهم كي يبقى الأسد جالساً على كرسي يدعونه كرسي الرئاسة.

تعيش امرأة أخرى غصّة فراق ولدها الذي هُجّر بطلب منها، وذلك خوفاً عليه من بطش تنظيم الدولة وإغراءاتهم للشباب للالتحاق في صفوفه، أو خوفاً عليه من المليشيات الكردية التي تجنّد الشباب إجبارياً وذلك لهدفٍ قذرٍ يتمثل في تحقيق حلم دويلةٍ كرديةٍ تُبنى على أشلاء سوريا وعلى أساس تقسيمها بعد الانفصال.

في سوريا.. يتغنى من يدّعون الديمقراطية ويتخذونها اسماً وشعاراً ليبهر انظار الغرب الداعم للمليشيات الكردية، حيث يزجُّ بطفلات لم يبلغنَ الثامنة عشر من العمر في معارك الدفاع عن أحزابٍ اختطفت كلمة الأكراد وجيّشتهم أملاً منها أيضاً بحكم انفصاليٍّ، لتقع المرأة في الأسر أو تقتل في المعارك التي يعجز عنها الرجال.

في سوريا.. تبكي الطفولة التي فارقت حنان الأب والأم.. لا لشيء.. فقط ليقضيَ بشار الأسد على كل من طلبَ العيش في سوريا الحرية والكرامة، بعيداً عن مصطلح "سوريا الأسد"

زنازين نظام البطش والطغيان تعج بالمعتقلات السوريات.. ولعلَّ هدايا يوم المرأة العالمي من الجلادين تكون بزيادة جرعة التعذيبِ أو باغتصاب جديد يضاف إلى سلسة متجددة من الجرائم بحق الإنسانية ترتكب على مرأى ومسمع الكون أجمعه.. دون أي تحركٍ لإنقاذ ماتبقى من أجسادهن التي أنهكها الجلاد وجدران الزنزانة.

في سوريا.. تحتفل امرأة واحدة بيوم المرأة العالمي...وهي أسماء الأسد.. أو" أم الكل" كما يحلو لإعلام النظام تسميتها، تحتفل على طريقتها.. تحتضن أطفالها وتلفّهم وتغذّي حبَّ القتل فيهم حتى في قصّة قبل النوم.. القصّة مفادها.. علينا أن نقتلهم وننشر الرعب بينهم كي لا يأتي يوم وأفجع فيكم أو تفجعون بي.

عيد المرأة في جميع دول العالم مرتبط باللون الأحمر.. ولكنّه في سوريا مضرّج بالدمِ أو بالدموع.