الأربعاء 2017/11/29

هل تسعى السعودية للحفاظ على نظام الأسد ؟

تُظهر السعودية للعالم أجمع بأنها لم تذخر أي جهد سياسي في جعبتها إلا واستعملته في التحضير لمؤتمر رياض ٢ الجامع ولأول مرة كل من يدَّعون تمثيلهم للشعب السوري بما فيهم منصات موسكو و القاهرة بالإضافة إلى شخصيات خرجت من الداخل السوري المحرر وغيرهم من المعارضين المختلفة توجهاتُهم و أهدافهم لا وبل أجنداتهم الخارجية التي يسعون لتحقيقها في مسار القضية السورية.

فكان المؤتمر فريدا من نوعه لأنه جمع كل تلك الأطياف التي كانت تأبى أن تتفق ولو لمرة في مؤتمر واحد من تلك " الجينيفات و الأستانات ".

منصتا موسكو و القاهرة تشكلتا في أحضان أنظمة لا تخفي دعمها لنظام الأسد، لا و بل تسانده عسكريا في حربه التي يخوضها ضد انتفاضة الشعب السوري، فهاتان المنصتان تتباين أولوياتهما و أهدافهما مع أهداف ثورة الشعب السوري إضافة إلى أنهما ضمتا أعضاء يُشتبه بتجنيدهم من قبل مخابرات نظام الأسد كما قال بعض النشطاء، كجمال سليمان عضو منصة القاهرة والذي أعلن في حوارات صحفية أن المصلحة الوطنية إذا اقتضت بقاء الأسد على رأس السلطة فليكن ،وقدري جميل المنضوي تحت منصة موسكو والذي يؤيد إجراء التغييرات في سوريا لكن تحت حكم الأسد.

الشعب السوري عبّر عن رفضه تلك المنصتين من خلال العديد من المظاهرات و البيانات والوقفات الاحتجاجية التي خرجت من عموم الأراضي السورية، خرجت تلك المظاهرات و البيانات و الوقفات تعبر وتعلن أشد عبارات الرفض و التنديد لتلك المنصتين. كل هذا وبعد الكم الهائل من الحقائق و المعلومات..

تتشكل أسئلة متعددة تطرح نفسها على عقل المتابِع، ما الذي قدمته السعودية لمنصتي موسكو و القاهرة اللتين تعبّران عن رفضهما للإطاحة بالأسد ولو في المرحلة الانتقالية لكي تحضرا المؤتمر ؟! وكيف للسعودية التي تدّعي وقوفها مع تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد و نيل الحرية و الكرامة، أن تأتي بتلك المنصتين اللتين رفضهما الشعب السوري و تجعلهما من المكونات الرئيسية للهيئة العليا للمفاوضات الجديدة التي ستمثل السوريين وتدافع عن آلامهم في المحافل الدولية ؟!!! هنا لا يمكنني أخذ دور الحكومة السعودية للرد على تلك الأسئلة ، لكن الاستنتاج التحليلي الأبرز للجواب على كل تلك الاستفهامات هو بأن السعودية باتت تعمل ضمن آلية تسعى للتقارب مع نظام الأسد متخليةً عن دماء وحقوق أكثر من مليون شهيد قتلوا على يد " سفاح القرن الحديث " نظام الأسد و أزلامه، ومتخليةً عن عشرات الآلاف من المعتقلين من النساء و الرجال و الأطفال والذين يقبعون في أقبية المعتقلات منتظرين "نخوة العرب و المسلمين".