الأثنين 2017/06/12

هل بات الحرمان الشريفان “ورقة ضغط سياسي” لدى حكام السعودية ؟

يوماً بعد يوم تكشف الأزمة الخليجية حقيقة الطريقة التي يتعامل بها حكام السعودية مع خصومهم، ولو كانت الخصومة صادرة بحق دولة جارة.

حالة الذهول والتعجب لعلها أصابت كل من تابع الأزمة الخليجية منذ أيامها الأولى، ويزداد الذهول والاستغراب كلما أصرت قطر على الصمود، وأصر مقاطعوها على التخبط غير المحسوب، والذي قد يصل بتلك الدول إلى اتخاذ المزيد من قرارات غير محسوبة، تجعل مَن أصدرها في مأزق حقيقي.

منذ أن اتخذت السعودية والبحرين والإمارات قرار مقاطعة قطر في الخامس من الشهر الجاري ظهرت قرارات أثارت بالفعل عجب من يتابع تلك الأخبار، فمن طرد المقيمين القطريين دون النظر إلى الحالات الإنسانية الملحة، إلى منع دخول الطعام والشراب إلى قطر دون أن يشفع شهر رمضان المبارك في ذلك، إلى عقاب من يتعاطف مع قطر بالسجن والغرامة الباهظة.

لكن ما شكل الصدمة الأكبر هو حديث مواطنين قطريين عن منعهم من أداء العمرة إلى بيت الله الحرام، تطبيقاً لقانون المقاطعة، وظهر مواطن قطري مؤخراً في فيديو وهو يشرح كيف تم منعه من الدخول إلى أراضي المملكة، رغم قيامه بالحجز المسبق قبل أسابيع بغرض تأدية العمرة.

لعل الحادثة التي حاولت السلطات السعودية نفيها ليست الأولى في بابها، إذ طالما استخدمت الأسرة الحاكمة قضية "الصد عن المسجد الحرام" أسلوباً لعقاب معارضيها وورقة ضغط عليهم، ففي عام 1992 منعت السعودية الليبيين من أداء فريضة الحج بسبب خلافات مع معمر القذافي، كما تم منع مواطنين يمنيين من أداء الفريضة لأنهم محسوبون على تيار "الحوثيين".

وهنا أثيرت مجموعةٌ من الأسئلة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول استخدام حكام السعودية ركناً من أركان الإسلام كورقة ضغط سياسية، وعدم تحييد زيارة الحرمين من هذه الخلافات، وهناك من تساءل عن السر من زيادة عدد حجاج إيران هذا العام، وإمكانية كبيرة لمنع القطريين من الوصول إلى الحرمين، فهل باتت الأسرة الحاكمة في السعودية تمتلك حق "صد" معارضيها عن المسجد الحرام بدل أن توصف بخادمة الحرمين؟ وكيف سيرد العلماء على هذه الإشكالية العظيمة، والتي جعلت القرآن الكريم يجمع بين الكفر والصد عن سبيل الله والمسجد الحرام؟ فقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( سورة الحج آية 25 ).