الخميس 2018/03/29

“مهرجان ثقافي” لنظام الأسد في ريف دمشق.. ماذا لو كان في الغوطة الشرقية؟

شهدت وزارة الثقافة التابعة لنظام الأسد أمس اجتماعاً لتحضير برنامج مهرجان "ريف دمشق الثقافي"، بالتزامن مع التهجير القسري الذي أُجبر عليه مئات الآلاف في الغوطة الشرقية بعد حرب إبادة ممنهجة.

وبذلك يكون الريف الدمشقي خالياً من أهله وسكانه الأصليين ابتداء من مدينة يبرود فالزبداني ومضايا ووادي بردى، ومروراً بتهجير داريا والغوطة الغربية، وليس انتهاء بمركز الثقل في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

ومن المقرر أن يُقيم النظام هذا المهرجان في نهاية الشهر المقبل بمعظم المدن والقرى التابعة لمحافظة ريف دمشق. هذا وأكد "وزير الثقافة" لدى نظام الأسد "محمد الأحمد" أن "هذا المهرجان سيضم جميع أركان الثقافة "!!

لكن عليك أن تتخيل قليلاً ماهي أركان الثقافة لدى النظام والتي سيعرض فعالياتها وسط مدن وبلدات الريف الدمشقي، الذي يُعد من المهود الأولى للثورة السورية..  ,ماهي أركان الثقافة التي كان يقصدها لو أقيم مثلاً معرض للكتاب وسط خراب البيوت وبقايا المدن في غوطة دمشق، وكيف لو راح يروِّج لكتاب بشار الأسد عن قمع الثورة السورية في القتل والتدمير والتهجير!!

ماذا لو أقيم معرض للفن التشبيحي وراح أحد ضباط الأسد يستعرض أشلاء الضحايا في لوحاته، ومعرض آخر لنحت الفوسفور ومدى فعالية النابالم الروسي على الأبنية والأجساد البشرية؟.. ماذا لو اجتمع ضباط الثقافة العسكرية في ندوات حول فعالية الطيران و الأسلحة الروسية في تغير المعادلة السورية؟  ماذا لو اجتمع الشعراء في أمسيات شعرية على رائحة الدم والموت المنبعثة من تحت ركام الأبنية و الأقبية. ولا داعي للعروض السينمائية ببطولة بشار الأسد ومسرحيات قواته و إعلامه .. فهنالك منها الكثير.

نهاية نتمنى ألا ينسى رواد الثقافة الأسدية فعاليات لأطفالهم على أشلاء أطفال الغوطة، ونشاطات ترفيهية حول نهاية "الحرب" على يد الشبيحة هناك.