من جراحنا ستطل شمس الحرية..
عبارة مكتوبة على جدار ملعب كرة القدم بأحد أحياء ديرالزور، في تحد واضح لطيران الأسد ومدافعه، التي حولت كل شيء في هذه المدينة المنكوبة إلى رماد، بما فيها ملعب الأطفال هذا، فهو أيضا لم يسلم من القصف، حيث نشاهد نصف أرضيته الخضراء محترقة مسودة، وشظايا القصف قد أثرت في جدرانه بشكل واضح.
من جراحنا ستطل شمس الحرية..
سعداء بحريتهم التي فقدوها منذ خمسين عاما يركضون ويمرحون ويصرخون بأعلى صوتهم هدف.. هدف برغم أنفك يا بشار، ويسرعون نحو مدربهم خالد الحسن لا تفوتهم منه ملاحظة ، وتعلو أصواتهم كما البلبل الصداح في الحقل النضير.. ورحم الله الفراتي إذ يقول:
إيه يا بلبل الفرات ترنم على شطآنه وحي الورودا
حي عني الأحرار في كل شعب ناهض للعلا وحي الجهودا
لك الله يا خالد الحسن.. لكم أسعدت قلوباً وأضحكت شفاهاً طالما أبكتها ظلماً وجوراً قسوة سفاح لا يعبأ بدين ولا إنسانية، ولا يهمه من كان يقف بوجهه ليقول كلمة الحق أكان امرأة أم طفلاً أم شيخاً كبيراً.
من جراحنا ستطل شمس الحرية..
صور للمدينة المنسية تعيد لأبنائها ذكريات قد خلدت في قلوبهم، فلا أظن امرأ شرب من عذب الفرات يراها إلا وتثير في نفسه عبقاً طيباً لذكرى جميلة، وحنيناً وشوقاً لصحبة أجمل، رغم تنائي المسافات.
من جراحنا ستطل شمس الحرية..
انفرط العقد وتباعد الأصحاب وغدا ليل الأطفال أشد سواداً، خاصة مع قدوم أرتال تنظيم الدولة تكتسح خلوة الآمنين في مدينتي الحبيبة، فأغلب من وجد في هذه الصور قد فارق الحياة إلا النزر اليسير، فمنهم من أعدمه التنظيم ومنهم من أعدمه رصاص سفّاح دمشق، ومنهم من كانت شظايا القذائف الأسدية أسرع إلى قلبه من صوت رفاقه ينادونه: أي فلان.. [انتبه الطيارة فوقك راح تقصف.. يول تغبى] .
من جراحنا ستطل شمس الحرية..
ويتجدد لهذه المدينة عهدها بالمودة والتآلف والحرية التي اعتادت عليها على مر العصور، فالأمل باقٍ والأيام دول، ولا بدّ لليل الظلم أن ينجلي..
يا سارياً وهموم الهجر تثقله...... أبشر بوصل فعقد الكرب محلولُ
لكل ضيق وإن عاينته فرج ..... وكل ليل له بالصبح ترحيلُ
اقرأ المزيد
