الأربعاء 2017/04/26

معارك حماة … بين حلم الوصول إلى خان شيخون و الخسائر البشرية الكبيرة

انطلقت معارك ريف حماة منذ أكثر من شهر، و استطاع الثوار خلال الأربع و العشرين ساعة الأولى السيطرة على صوران و معردس و خطاب و قرى و بلدات أخرى، و قُتِل العشرات من قوات النظام، و بعد التقدم الكبير في الريفين الشمالي و الغربي للمحافظة، لجأ النظام إلى حشد قواته والمليشيات الموالية له، و بدأ بمسلسل القصف الهستيري و احراق الأرض لمنع تقدم الثوار نحو مناطق جديدة و تمكن من استعادة جميع المناطق التي خسرها، بل و التقدم إلى مناطق جديدة كانت بحوزة الثوار، وسط حالة رعب و خوف و تشاؤم بين المدنيين والإعلاميين ونزوح من تلك المناطق، حتى وصل الأمر إلى أهالي الريف الجنوبي لإدلب الذين بدؤوا بالنزوح بعد انتشار شائعات أن هدف الجيش هو خان شيخون، بينما يقف الإعلام الثوري مشلولاً أمام ما يحدث و يعجز عن وضع صورة واضحة لما يحدث في حماة يطمئن به الجميع.

و هنا يجب توضيح عدة أمور، والتنبهُ إلى معطَيات كثيرة تجري الآن في المحافظة، أولها هي أن المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام بعد شهر من القصف الهستيري بآلاف الصواريخ و الغارات و القذائف المدفعية، تمكن الثوار من السيطرة عليها خلال أربع و عشرين ساعة، و بعدد قليل من الخسائر البشرية والمادية. الأمر الثاني الذي يجب أن يتنبه له الجميع هو الخسائر الفادحة لقوات النظام عدة و عتاداً، حيث أظهرت الفيديوهات التي تنتشر منذ انطلاق المعارك أعداداً كبيرة من الآليات التي دمرها الثوار وغنائم كثيرة و قتل المئات من عناصره وعناصر المليبشيات الموالية، في معركة أصبح الاستنزاف غايةً لها، وهذا ما أثبته هجوم الثوار على حاجز و قرية المصاصنة حيث استطاعوا قتل العشرات و تدمير عدة آليات، ثم تراجعوا إلى نقاطهم.

ومما يزيد التفاؤل في النفوس هو التقدم البطيء من قوات النظام على الرغم من قصف لا يهدأ لا ليلاً و لا نهاراً، والصمودُ الأسطوري للثوار المرابطين على تلك الجبهات.

وفي النهاية ستحدد معركة حماة ملامح جديدة للثورة، وستقوِّي شوكتَها، و تلغي فكرة أن المنطقة التي يريدها النظام سيأخذه،ا فبعد استمرار خسائره في المعارك سيتوقف عن التقدم، أو سيقوم بخسارة عدد كبير من جنوده، في سبيل أراضٍ من الممكن أن يخسرها مجدداً خلال يوم أو يومين، كما حدث عند انطلاق معارك الريف الحموي.