الخميس 2018/11/01

مرتزقة “ب ي د”.. صفعة تتلوها صفعة

كانت ولاتزال مليشيات "ب ي د" تستميت كي لا تخسر أي نقطة تعتبرها مهمة لمشروعها الانفصالي، المتمثل بحلم دويلة شمال شرق سوريا، وتعمل جاهدةً على خدمة أي طرف يمكنه أن يساعدها من أجل هذا الهدف، ولكنّها وفي كل المراحل تلقّت صفعات متوالية معظمها كانت من يد حليفها الأكبر "أمريكا".

لم يتفاجأ أحد بقرار المليشيات الكردية إيقاف عملياتها شرق الفرات ضد تنظيم الدولة بريف دير الزور الشرقي، فبعد الهزيمة التي تلقّتها مؤخراً أمام التنظيم الذي أعاد خريطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل إطلاقها المرحلة النهائية لحملة "عاصفة الجزيرة"، حاولت " ب ي د" إلصاق تهمة التخاذل أو قلة خبرة المكون العربي الذي اعتمدت عليه في هذه المعركة منذ انطلاقتها، وتسبّب هذا التبرير بأزمة داخلية في صفوف مليشيات "قسد"، وذلك لأن المكون العربي قدّم منذ بداية المعركة عشرات القتلى والأسرى ومئات المصابين، بينما كان العنصر الكردي بـ "قسد" بعيداً عن جبهات قتال تنظيم الدولة.

الصفعة الجديدة التي تلقّتها المليشيات الكردية من تركيا التي توعّد رئيسها رجب طيب أردوغان بتطهير شرق الفرات ممن أسماهم "إرهابيي ب ي د" على كامل الشريط الحدودي وصولاً إلى القامشلي، ويبدو أن الرئيس أردوغان بدأ بتنفيذ وعده، والانطلاقة كانت من "عين العرب" التي قُتل فيها أربعة من عناصر "ب ي د" وجرح ستة آخرون بقصف مدفعي، لكنّ تركيا لم تعلن رسمياً انطلاقة المعركة ضد المليشيات الكردية، بل برّرت القصف بالرد بالمثل على نيران أطلقتها "قسد" من الجانب السوري طال مخفراً حدودياً في إقليم شانلي أورفا.

سقطت ورقة عفرين، وتلا ذلك اتفاق خارطة الطريق لمنبج، لتأتي الصفعة الأخيرة من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، والتي أكّدت أن لديها علماً بالعمليةِ التركيةِ المُرتقبة في الشمالِ السوري، وأنها تتواصلُ مع تركيا لتهدئةِ الوضع.

مرتزقة "ب ي د" يسعون إلى تبرير الفشل أمام تنظيم الدولة في الباغوز بريف البوكمال على الحدود العراقية السورية، بأنه جاء نتيجة قصف تركيا لعين العرب في أقصى الشمال السوري، وقبلها بعام أوقف المعركة بذات الحجّة إبان معركة عفرين، مطبّقين بذلك المثل السوري "العرس بدوما.. والطبل بحرستا" ولسان حالهم يقول: متى تتوقف صفعات العالم الموجهة لنا، ابتداءً بتنظيم الدولة وانتهاء بحليفهم "العم سام"؟