الأحد 2016/06/12

مجازر رمضان على أصداح شيوخ السلطان

رمضان تجلى وابتسم * * * طوبى للعبد اذا اغتنم

أنشودة يصدح بها شيوخ السلطان في دمشق أول كل رمضان بينما يبتسم السفاح هو وأعوانه الروس والإيرانيون بوجه السلاح فيحيل ليل الآمنين وهدوءه إلى عويل ونحيب في بلدة صغيرة ( العشارة ) قرب ديرالزور.

فرح الأطفال بقدوم رمضان وإسراعهم بالذهاب إلى أول صلاة تراويح تشهدها بلدتهم بقلوب ملؤها الايمان والأمل بعودة الحياة إلى سابق عهدها مشهد مبهج أفسده طيران الاحتلال الروسي جاعلا من هذه المناسبة العظيمة مأساة أليمة لن يلتئم جرحها على المدى القريب خاصة مع ازدياد أعداد الضحايا.

شهر رمضان يبدؤه المسلمون بالتراحم والمحبة والصدقات لكنه عند مجرم دمشق بل سفاحها يبدأ بمجزرة تتلوها مجزرة يتلوها جوع وحرمان.

كنت أظنه تعلم الطب في كلية، لكن الواقع يشي بأنّ دراسته تمت في مشرحة، فالرجل مولع بالدماء عاشق لها، لكن ليست أي دماء بل فقط دماء الأبرياء والأطفال، دماء من لم يخضع له ويعطي من نفسه الدنية.

يمضي الأفاقون أصحاب العمائم مشايخ السوء في كذبهم وإفكهم يصدحون

رمضان تجلى وابتسما طوبى للعبد اذا اغتنما

لا أعلم عن أي شيء تجلى وظهر سوى عن صورة الأسى والدمار، أب يبكي أطفاله تحت الأنقاض وطفل يرجو من أبيه القتيل أن يبقى جنبه فلا يتركه، وآخرون يهرولون لإنقاذ من بقي على قيد الحياة، فيما الذهول والاكتئاب يصيب من بقي على قيد الحياة، رافعين يد الضراعة والدعاء إلى مولاهم قائلين أين المفر يا رب؟.

يأتي اليوم الأول بمجزرة والثاني بمجزرتين أما الثالث فلم نعد نستطيع إحصاء المجازر.. تقرير لشبكة حقوق الانسان يحصي قرابة 1000 برميل على المدن المحررة في شهر واحد أما الغارات فعدها يبعث الصداع إن لم يصب الانسان بآفة يبقى معها مشلولا طول العمر.

رمضان تجلى وابتسما طوبى للعبد اذا اغتنما

أصوات المآذن تنادي الله أكبر فيما المجرم يضحك مع مجلس الدمى لديه يسألهم باسم الشعب أن يمنحوه ثقتهم ناسيا أو متناسيا أنه لم يعد هناك شعب بل أشلاء شعب جريح تئن مع كل صوت طائرة تحلق بالجو.

باسم الشعب أبارك لكم أيها المغفلون شهركم هذا .. باسم الشعب سترون مني العجب .. باسم الشعب بل باسمي ستنادون طالما فيَّ عرق للحياء مشروخ.

يأتي شهر الخير والبركة على المسلمين في كل أنحاء الدنيا فتقوم العائلات بالتحضير له بجلب التمور وأطايب المأكولات وترويض النفس على الصبر لكنه عند السوريين في المناطق المحررة له طعم آخر فهم يحضرون فيه النعوش والأكفان ويروضون النفس على القبر لا الصبر فطوبى لمن لقي ربه مظلوما.

رمضان في المهجر:

في أقل نظرة يدرك المرء مدى الحزن والألم اللذين يعتصران الناس بالخارج فعلى كل المحاولات التي يتصنعها الناس لكي يبدو رمضان عندهم طبيعيا كما هو في الأيام التي تسبق الثورة من إنشاء الموائد الجماعية وإعداد الحلويات فبرغم كل ذلك تبقى القلوب معلقة بأهلنا في الداخل.

رمضان في الأردن.. معاناة مع المخيمات التي تفتقر إلى كثير من التجهيزات ما يجعل الأيام تمر ثقيلة على الصائمين ، وفي تركيا يمضي السوريون رمضان تحت أوجاع من نوع آخر تتمثل في (المسحراتي) الذي يكاد صوت طبوله يصيب الآذان بالصمم، ويحيل الأعصاب إلى ما يشبه الجمر يحرق بلهيبه الدماغ.

أما في أوروبا.. فاللاجئون السوريون برغم المعاناة الكبيرة وما تكبدوه من مشقة للوصول إلى بر الأمان فهم على أمل العودة واللقاء مع أهلهم .. فيما نشهد بعض قادتهم يشارك الصائمين طعام الإفطار في موقف لم نره عند قادة عرب.