الأحد 2017/08/06

لماذا أخفت “الهيئة العليا للمفاوضات” حقيقة لقاء الجبير ؟

أصدرت " الهيئة العليا للمفاوضات" يوم السبت 5-8-2017 بياناً صَحفياً قالت إنه يوضح ما تمّ تداوله حول طلب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من المنسّق العام للهيئة رياض حجاب، عقد مؤتمر ثانٍ للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض.

وقال البيان الذي نشرته الهيئة إنها طلبت من الرياض عقد اجتماع موسع مع "نخبة مختارة من القامات الوطنية السورية ونشطاء الثورة، من أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قاعدة بيان الرياض كمرجعية أساسية للهيئة في المفاوضات من أجل عملية الانتقال السياسي"، وأشارت إلى أنَّ عادل الجبير أبدى ترحيب المملكة بذلك، وأثنى على عمل الهيئة والوفد المفاوض، وأكد دعم المملكة المستمر للهيئة.

وفي غضون ذلك اطلعت قناة الجسر على رسالة وجّهتها الهيئة العليا للمفاوضات إلى "المجلس الوطني الكردي" قالت فيها إن الوزير السعودي أبلغ رئيس الهيئة رياض حجاب بـ"ضرورة الخروج برؤية جديدة للمعارضة تتماشى مع الوقائع على الأرض والوضع الدولي الجديد، وإن الجبير حذر من أنه في حال عدم وجود هذه الرؤية "فإن الدول العظمى قد تبحث عن حل خارج المعارضة"، وجاء في الرسالة كذلك أن وزير الخارجية السعودي "ساند بقوة دعوة منصتي موسكو والقاهرة إلى الرياض للتباحث حول إمكانية تشكيل وفد مشترك".

واللافت أن الرسالة المنسوبة للهيئة العليا توضح أن الجبير استبعد خروج "بشار الأسد" من السلطة في الوقت الحالي مشيراً إلى أن " الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكناً خروجُه في بداية المرحلة الانتقالية، وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة".

يذكر أن الهيئة العليا عندما أصدرت "بيان التوضيح" لم يكن الإعلام قد تداول أصلاً أي خبر حول ملف اللقاء مع الجبير، ما يجعل القضية تبدو وكأنها "نفي استباقي" لأي تسريبات حول حقيقة اللقاء، وهذا ما حرصت عليه شخصيات في الهيئة العليا أمام وسائل الإعلام حين نفت مضمون "الرسالة المسرّبة" مؤكدة أن البيان الصحفي الصادر عنها هو ما يمثل حقيقة اللقاء.

وبالمقارنة بين الرسالتين يظهر بشكل جليٍّ أن أمراً ما، حاولت الهيئة العليا إخفاءه على الرأي العام، لسبب أو لآخر، قد لا يتعلق بوزير الخارجية السعودي نفسِه، بل ربما يتعلق بانصياع الهيئة العليا لقضية توسيع جسمها عبر إدخال منصتي موسكو والقاهرة، رغم أن هذا البند كان من "المحرّمات"، إضافة إلى "الإحراج" الذي يمكن للهيئة أن تشعر به فيما يتعلق بقضية قول الجبير ببقاء الأسد في "مرحلة انتقالية"، الأمر الذي كانت الهيئة العليا تستبعده من قائمة الحوار بشكل تام.

المهم في الأمر أن مضمون "الرسالة المسرّبة" لا يبتعد عموماً عن الجو الدولي السائد، والذي بات يرى وجود بشار في المرحلة الانتقالية أمراً واقعاً، ولا سيما أن "مبادرة ماكرون" التي كشفتها الجسر في وقت سابق، تشير إلى هذا الأمر، كما إن توسيع جسم الهيئة العليا كان على رأس المحاور التي طُرِحت في جنيف 7 والذي سبقه، ويجب ألا ننسى إصرار ديمستورا على جعل هذا الموضوع ذا أولوية قصوى في لقاءاته مع وفد المعارضة.. فلماذا تنفي الهيئة إذن مضمون اللقاء الحقيقي مع الجبير؟؟ ولماذا كان اللقاء يوم الثالث من آب، وأجّلت الهيئة إصدار بيانها "التوضيحي" إلى تاريخ 5 آب ؟ ألم يكن إصدار البيان واجباً عقب اللقاء بشكل مباشر ؟ كل هذه الأسئلة ينبغي أن يجيب عنها أعضاء الهيئة الذين يخرجون على وسائل الإعلام يكررون النفي دون أي توضيحات ..ويقولون إن لقاءهم بالجبير كان ودياً وأن كلامه كان لطيفاً !! بالله عليكم هل كنتم تنتظرون منه أن يطالبكم بتوسيع الهيئة وهو يحمل عصا مثلاً ؟؟، وهل أردتم أن يبلغكم ببقاء الأسد وهو يزمجر؟ بالتأكيد سيكون اللقاء ودياً ! .