الأربعاء 2020/08/19

لا تفضحونا.. أيها السوريون موتوا بصمت

لعل المتابع للخط البياني لإحصائيات كورونا التي يعلنها نظام الأسد في مناطق سيطرته يرى أن "كورونا" لايزال في مرحلة بدائية ولا يخيف إذ أن الإحصائيات ضمن المعقول في إطار ضعف الإمكانيات الطبية والمعدات الصحية والمشافي والمراكز الصحية.

إحصائيات نظام الأسد للمصابين والوفيات حتى مساء الثلاثاء 19-8-2020 كانت على الشكل التالي:

وفيات: 73 حالة

إصابات: 1844 حالة

شفاء: ٤٣١ حالة

هذه الإحصائيات المعلنة تعكس ما يريد إعلام الأسد إيصاله إلى الرأي العام متجاهلاً مئات آلاف الإصابات التي لم تدخل سجلاته، ومئات الوفيات في المحافظات السورية الخاضعة لنظام الأسد دون أن يتم الإعلان عنها، وفق ما أكده سكان هذه المحافظات، ولعل ذلك يعود لسببين اثنين:

أولهما: عدم اهتمام "وزارة الصحة" بنظام الأسد بما يجري للمدنيين، أو عجزها التام عن الوقوف في وجه هذا الوباء، ولعل المتابع لمجريات الأمور في مناطق سيطرة الأسد، يرى أن الوزارة المنوط بها التصدي للأوبئة مغيّبة تماماً، ورأينا في كل دول العالم وزراء الصحة يخرجون ليعلنوا الإحصائية ويوجهون الشعوب، ولكن في "سوريا الأسد" الأمر مختلف تماماً، فوكالة سانا مكلفة بإيصال أرقام مغايرة للواقع المتردي، متجاهلة أعداد الوفيات التي كشفتها مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما صفحات الوفيات التي لاتذكر أسباب الوفاة، ولكنّ "نعوات" الموت تضاعفت عشرات المرات إن لم نقل مئات.

وثانيهما: جهل المدنيين بخطورة الوباء، واعتباره أمراً مشيناً أو مسيئاً، وكتم إصاباتهم أو حتى ذكر سبب الوفاة بكورونا، وذلك لما لذلك من عواقب يعرفها السوريون أنفسهم من "كلام الناس"، وفي حالات أخرى تعود أسباب الكتم للخوف من الاحتجاز في مراكز الحجر الصحي التابعة لنظام الأسد، التي تفتقد لأدنى مقومات الصحة والخدمات، ويقول معظم المقيمين في مناطق سيطرة الأسد، إن الموت في منزلي وبين أهلي أهون عليّ من أن أموت في مراكز أشبه بالمزابل أو "برادات الموتى" كما يحلو للسوريين أن يطلقوا على مراكز الحجر الصحي.

كل التحذيرات التي أطلقها العالم ومنظمة الصحة العالمية لم تنفع ولم تقنع المواطن السوري أن هذا الوباء أقل خطورة من احتجازه في مراكز تابعة لنظام قتل وشرد ودمّر، فالثقة بين الأسد والشعب السوري حتى وإن كان في مناطق سيطرته شبه معدومة إن لم نقل أنها معدومة تماماً، وعلى هذا الأساس يتصرف السوريون، بعيداً عن أي مؤسسة تابعة للنظام، حتى وإن كان الأمر يتعلق بموتهم.

 

والأسد وزبانيته أخذوا مايريدون من هذا الوباء، فقد فرضوا رسوماً بالدولار على  الدخول والخروج من وإلى مناطق سيطرة الأسد، وأطلقوا العنان لأبواقهم كي تطالب بفك الحصار وإنهاء تطبيق قانون قيصر لأنه يزيد من أوجاع السوريين، مع أن القاصي والداني يعرف أن العقوبات لاتشمل قطاع الصحة والمنتجات الصحية والدوائية، ونجحت سياسة القتل والإرهاب التي اتبعها الأسد في إسكات السوريين المقيمين بمناطق سيطرته عن المطالبة بأبسط حقوقهم، ألا وهو حق الحياة وحق العلاج، ولعلّ من يرفع صوته لمطالبة الأسد بإيقاف الموت وعلاج المصابين، سيلقى مصير الموت أو الاعتقال، وربما سيتحول رقماً تعلنه "سانا" أو تخفيه ويمحى أثره، مثله مئات آلاف السوريين الذين يقبعون في زنازين الأسد ومسالخه البشرية.

 

العبارة المضحكة المبكية "لاتفضحونا" يرددها الطرفان

نظام الأسد، يقول لاتفضحونا وتقولوا أن كورونا منتشر في سوريا وأصاب مئات الآلاف

والأهالي والمدنيون الذين يصابون أو يموتون بكورنا، لسان حالهم يقول "لاتفضحونا" وتعرف الناس أننا أصبنا بكورونا، أو توفي فقيدنا بسبب الوباء.