الجمعة 2019/08/30

كي تتسوق في دير الزور … عليك الطواف بتمثال “هبل سوريا”

يتفنن أذناب بشار الأسد في ابتكار طرق وأساليب إذلال كي يثبتوا عبوديتهم لمن قتل واعتقل وشرد أكثر من نصف الشعب السوري، كي يبقى على كرسي يدعونه كرسي الحكم، ويحرك كما الدمية بيد إيران وروسيا. 

منذ أيام افتتح مهرجان التسوق بدير الزور، بالتزامن مع افتتاح المدارس، وذلك ما يثقل كاهل المدنيين في ظل البطالة وارتفاع أسعار اللوازم المدرسية، ووفق ما صرح به أحد مسؤولي نظام الأسد بمدينة دير الزور، فإن كلفة الطالب الواحد تبلغ نحو 15 ألف ليرة سورية بين اللباس المدرسي والقرطاسية.

بين هم قدوم المدارس وهموم الحياة الأخرى يمشي المواطن "س" كي يشتري لأولاده القرطاسية والملابس المدرسية بما استطاع توفيره من راتبه، وبحث عن ضالته في مهرجان التسوق الذي أشرف على تنفيذه أذناب النظام، واختاروا أن يكون تمثال المقبور حافظ الأسد مركزاً له.

وخلال جولة المواطن "س" في السوق الخاص بمهرجان التسوق لاحظ أن جميع المنافذ إلى السوق الذي يمثل الصنم مركزه مغلقة عدا منفذ واحد على من يزوره أن يدخل ويخرج منه، وأن الأكشاك أو خيام الباعة مرصوفة بشكل دائري وأن على جميع رواد السوق الطواف بتمثال المقبور، في حركة شبهها مستغفراً بالطواف بالكعبة.

المواطن "س" كان أحد الثوار الذين هتفوا ضد بشار الأسد ذات ربيع، وكان أحد الذين حطموا تمثال باسل الأسد في الساحة العامة بدير الزور، ما اضطر عناصر النظام حينها لنقل تمثال حافظ الأسد خشية أن يحطمه ثوار ديرالزور، ليعاد نصبه مؤخراً من جديد في رمزية تدل على عودة من تبقى إلى زمن العبودية.. عبودية آل الأسد. 

واليوم.. إذا أردت أن تشتري دفاتر وأقلاماً لأطفالك.. فعليك أن تطوف بتمثال حافظ الأسد بدير الزور، كي تعيش ما أراده لك بشار الأسد ومؤيدوه الذين قالوا ولايزالون: "الأسد أو نحرق البلد". 

خلال طوافه بتمثال هبل، نظر المواطن "س" إلى ما تبقى من حي الرشدية المدمر بالكامل، فتذكر الشهداء الذين ضحوا بدمائهم كي يرفعوا علم الثورة خفّاقا فوق هذا الحي، وردد في نفسه.. " لولا تآمر المتآمرين علينا لما كتب علينا الطواف بتمثال المقبور، كي نشتري دفاتر سيملؤها أطفالنا بأناشيد حرص نظام الأسد على أن يرسخها في أذهاننا ونحن أطفال، ولم نتحرر منها، إلا بعد أن انطلقت شرارة الثورة على أيدي أطفال درعا". 

توقف المواطن س عن الطواف حول تمثال حافظ الأسد وأشعل سيجارة وردد في داخله أغنية كان يرددها ذات ربيع، فحواها "حرية" ما لبث أن شعر أن أطفاله أطبقوا فمه ليخبروه أن عهد "للحيطان آذان" قد عاد.. وقادوه من يده وعادوا إلى بيته متعبا من رحلة الطواف حول تماثيل القتلة.