الثلاثاء 2020/05/26

كيف ظهرت “المصداقية” على النظام فجأة بإعلان إصابات كبيرة لكورونا ؟ !

خلال الأيام الماضية أعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عن أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا في مناطق سيطرة قوات النظام.

الأيام الثلاثة الماضية شهدت إعلان أرقام متفاوتة من قبل النظام بلغت 55 إصابة، وذلك بمعدل تقريبي لنصف كل الإصابات التي بدأ النظام بالإعلان عنها منذ آذار الماضي، وقالت وزارة الصحة في حكومة الأسد إن جميع تلك الإصابات للسوريين القادمين إلى البلاد من الخارج، مثل دول الإمارات والكويت والسودان وروسيا وغيرها.

لكن المثير للانتباه السرعة في نشر خبر الإصابة وتقديم أرقام كبيرة على عكس بداية أزمة كورونا وتكتم النظام الشديد على وقوع مئات الإصابات بمناطق سيطرته جراء انتشار المليشيات الإيرانية في مناطق مختلفة، واستمرارها بالتنقل في المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

ولا يزال النظام حتى اليوم بحسب مصادر محلية عديدة يتكتم على العدد الحقيقي لإصابات كورونا التي تسببت بها المليشيات الإيرانية في سوريا، ويقول مراقبون إن تسارع إعلان النظام لإصابات يومية بكورونا من السوريين القادمين من الخارج هدفها محاولة إبعاد الشبهات بشكل تام عن تسبب المليشيات الإيرانية بنقل الفيروس إلى مناطق سيطرته، فمن يستطيع التحقق من صحة الأرقام المعلنة ؟ ومن هو المخول بالوقوف على حالة الأشخاص المصابين وأماكن إصابتهم ؟ ، ولماذا يفرض النظام إجراءات مشددة على المشافي التي تعالج عناصر المليشيات الإيرانية ؟ ، ولماذا تجاهل النظام بشكل تام إعلان محافظ كربلاء العراقية قبل نحو شهرين أن سوريا بلد موبوءة بالفيروس بعد قدوم 11 شخصاً من سوريا إلى كربلاء يحملون الفيروس ؟ . كل تلك أسئلة تضع النظام في موضع الاتهام بشأن محاولة طمس الحقائق المتعقلة بفيروس كورونا ومحاولة إلباس تهمة انتشار الفيروس في سوريا إلى السوريين الذين قدموا من خارج البلاد، بهدف التغطية على الكارثة التي خلفتها المليشيات الإيرانية في سوريا، والتي رفضت حتى الالتزام بالحجر والحظر الذي فرضه النظام على منطقة السيدة زينب معقل المليشيات الطائفية في سوريا، ووصل بها الأمر إلى حد طرد قوات النظام وشرطته التي تحاول فرض الحجر، مما دفع النظام في نهاية الأمر إلى فك الحجر عنها.

إذن فإن البيانات التي تصدر من قبل وزارة الصحة في حكومة النظام لا تحمل البراءة والمصداقية في نقل الواقع السوري إلى العالم، فسنوات الثورة السورية أظهرت لنا كيف استثمر النظام وتاجر بالسوريين أحياءً وأمواتاً.