الخميس 2019/04/11

كيف دعم بشار الأسد نتنياهو في الانتخابات؟

في خضم الصراع على السلطة في إسرائيل.. كثيرة هي التساؤلات التي تُطرح حول أبعاد الدور الحاسم للدعم الخارجي الذي تلقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولاسيما من قبل نظام الاسد من أجل كسب السباق الانتخابي وحسم رئاسة الحكومة المقبلة في تل أبيب.

منطلقاً من الحكمة القائلة "الصديق وقت الضيق".. لم يجِد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي

وهو في أشد مواقفه السياسية حلكة أي حرج من الاستعانة بكافة المقربين من تحالفه الواسع والعابر للحدود الإقليمية، من أجل تجاوز عقبة الانتخابات العامة التي شهدتها الأراضي المحتلة، في ظل تنافس شرس واجه تحالفه اليميني من قبل تكتلات سياسية صاعدة نجحت خلال أشهر في تصدر المشهد الساسي المعارض.

دلائل وقرائن عدة سيقت في مناسبات سابقة للدلالة على عمق العلاقة بين تل أبيب ونظام الأسد إلا ان الخطوة التي اتخذها نظام الأسد مؤخراً بإعادة رفات جندي إسرائيلي قبيل انتخابات تقطع الشك باليقين حول رغبة بشار الأسد في تقديم دعم حاسم لنتنياهو قبيل ساعات من بدء الاستحقاق الانتخابي لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وعلى الرغم مما يدعيه الطرفين من عداء ظاهر إلا أن ترجيحات تشير الى أن هدية الأسد لنتنياهو والتي كانت ستبقى قيد الكتمان لولا "زلة لسان" بوتين، ماهي الا رأس جبل الجليد، لتاريخ طويل من العلاقات بين الجانبين وما الرد الهزلي لنظام الأسد على قرار ترامب الاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان إلا بمثابة تطبيق عملي لمقولة السكوت علامة الرضا،  كما لا يخفى نجاح آل الاسد بلعب دور صمام الأمان لحدود الاحتلال الشمالية على مدى عقود عبر لجم أي أنشطة من شأنها تهديد إسرائيل عسكريا، وهو ما أكده الصحفي الإسرائيلي "ايدي كوهين" الذي كشف أن حافظ الأسد كان على تواصل عبر واشنطن مع إسرائيل ونسَّق معها احتلال لبنان منذ العام 1976 ، حيث دخلت  قوات الأسد الاب إلى لبنان آنذاك  لردع الحركات الفلسطينية قبل أن تتولى مليشيا حزب الله هذه المهمة.

 على الجانب الآخر يتجلى منذ انطلاق الثورة السورية موقف إسرائيلي متشعب  تجاه نظام الأسد إذ اقتصرت تل ابيب على توجيه الإدانة اللفظية لبشار الأسد من أجل كسب تنازلات إضافية من نظامه المتهالك، عبر ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط السياسية. أما مسألة بقائه فكانت ذات طابع وجودي لإسرائيل، ولاسيما  أن تل أبيب أكدت مراراً تفضيل  بقاء بشار الأسد على أي نظام جديد  في سوريا وهنا لابد من التذكير بتصريح رئيس الوزراء الروسي "ديمتري مدفيدف" الذي قال للقناة الثانية العبرية  إبان إعلان بلاده التدخل العسكري في سوريا إن إسرائيل "أخبرتنا بأنها تفضل بقاء نظام الأسد"، وإن روسيا تنسق الأمر مع الإسرائيليين.

وللإنصاف.. لم يقتصر الدعم العربي الذي حصل عليه نتنياهو بأي حال على نظام الأسد الذي وصف في الصحف العبرية بأنه "ملك ملوك إسرائيل"، بل لعبت علاقات نتنياهو مع العالم العربي ولاسيما في

دول الخليج ومصر دوراً حاسماً في دعم خططه للولاية الخامسة، وتجنيبه سقوطاً مدوياً في ظل تراجع شعبيته وتحقيقات الفساد التي كانت تقضّ مضجعه.