الأثنين 2020/06/08

كيف تلقت الإمارات هزيمة “حليفها الانقلابي” في ليبيا؟

تجتذب الأوضاع في ليبيا اليوم، أنظار ملايين العرب، بعد التطورات الميدانية الأخيرة التي رجَحت فيها كفة حكومة الوفاق الشرعية على مليشيات الانقلابي "خليفة حفتر".

وفي الوقت الذي كانت فيه قوات الوفاق تطرد مليشيات حفتر من حدود العاصمة طرابلس، وتلاحق فلوله باتجاه الشرق والجنوب الليبيين، سارع "الجنرال المهزوم" إلى حليفه القريب "عبد الفتاح السيسي" بأوامر من "العرّاب الإماراتي"، وسرعان ما أُعلن عن "مبادرة لوقف إطلاق النار" في ليبيا، لا تزال معالمها غير واضحة، ولا سيما أن الحكومة الليبية أكدت عزمها على مواصلة دحر المليشيات من كامل التراب الليبي.

"تأييد السلام" في الوقت الضائع:

وسائل الإعلام الإماراتية سارعت إلى الندب واللطم والتحذير من "الاحتلال التركي" لليبيا، متجاهلة دور أبو ظبي خلال سنوات في إفشال "ثورة فبراير" وإدخال ليبيا في مستنقع حرب أهلية لا تزال فصولها متواصلة حتى اليوم، كما رفعت تلك الوسائل وتيرة الهجوم ضد الدور التركي في ليبيا، دون أي ذكر لمئات الأطنان من الأسلحة التي تصل حفتر من "أولياء نعمته" بأبو ظبي، ودون أي إشارة إلى الدعم المصري والروسي لحفتر.

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، الذي كانت دولته بالأمس القريب تريد جعل كامل ليبيا تحت قبضة حفتر، سارع إلى "الترحيب" بـ"مبادرة السلام" المصرية، ودعا إلى "انسحاب القوات الأجنبية، والعودة إلى المسار السياسي".

وأضاف "قرقاش" أن "المجتمع الدولي لا يمكن أن يقبل استمرار القتال"، موضحاً أن "هناك حاجة لحل سياسي شامل جامع للأطراف الليبية".

تحريك "السيسي" باتجاه الحدود:

وفي الوقت الذي رحبت فيه الإمارات بـ"المبادرة المصرية" أمام الرأي العام، إلا أنها كذلك أعطت الأوامر لذراعها المصرية "عبد الفتاح السيسي" للتحرك نحو الحدود الغربية. حيث تحدثت وسائل إعلام متعددة عن تعزيزات عسكرية مصرية كبيرة على حدود ليبيا، في ظل تكهنات بتدخل مصري مباشر لمنع سقوط الشرق الليبي بيد الحكومة الشرعية، وإبقاء "قوات شرق ليبيا" عائقاً أمام توحيد البلاد تحت راية واحدة.

وما لم يقله الإعلام الإماراتي الرسمي صرح به أحد الأذرع الإعلامية لأبو ظبي "عبد الخالق عبد الله"، الذي يعتبره مراقبون "الصوت الرسمي" لولي عهد الإمارات "محمد بن زايد". ودعا "عبد الله" في تغريدة على حسابه الرسمي، الجانب المصري إلى لعب "دور حاسم" في ما سماه "ردع أردوغان" عن التقدم شرقاً وجنوباً.

ولعل تغريدة "عبد الله" تختصر طريقة تعامل الإمارات مع حليفها المهزوم حفتر، حيث تعطي رسالة مبطنة بأنها لن تسمح لهذه الدولة الغنية بالنفط أن تكون تحت قيادة واحدة، وأن ينجح فيها سيناريو "الربيع العربي".

ليصلك كل جديد.. الاشتراك بتلغرام قناة الجسر https://t.me/aljisr