الخميس 2019/05/09

“قسد” على خطا نظام الأسد بالتعامل مع المتظاهرين بريف ديرالزور

على خطا نظام الأسد تسير مليشيات "قسد" في ردة فعلها تجاه المظاهرات الاحتجاجية التي شهدها ريف ديرالزور مؤخرا.

ماهي مطالب المتظاهرين؟

- تحسين الأوضاع المعيشية للمدنيين في ريف ديرالزور، وتوفير فرص العمل للشباب.

- الإفراج عن المعتقلين في زنازين المليشيات الكردية بتهم الإرهاب أو الانتماء لتنظيم الدولة مع عدم وجود أدلة على إدانتهم، وإيقاف قانون التجنيد الإجباري والاكتفاء بالمتطوعين.

- وقف تهريب النفط إلى مناطق سيطرة نظام الأسد وتخفيض سعره، أسوة بالسعر في الحسكة والقامشلي، حيث يباع في المناطق ذات الغالبية الكردية بنحو 50 ل س بينما يصل سعره في ريف دير الزور إلى 150 ل س للتر الواحد أي مايعادل 3 أضعافه، وتخصيص نسبة من مردوده لتحسين الوقع الخدمي في دير الزور.

- العمل على تأسيس البنية التحتية التي دمرتها الحرب على تنظيم الدولة على مدى السنوات الثلاثة الماضية.

- العمل على نزع الألغام التي خلفتها الحرب ضد تنظيم الدولة من ريف دير الزور والتي أطاحت بعشرات المدنيين العائدين إلى قراهم بعد طرد التنظيم منها.

- تعزيز الأمن وإيقاف حالة الانفلات الأمني بمناطق سيطرة "قسد" بريف ديرالزور.

- المساواة في المعاملة بين العنصر العربي والكردي المنتمي لمليشيات "قسد" في الحقوق والواجبات وتسلم المناصب القيادية، إذ يعاني المكون العربي في المليشيات من تسلط الأكراد وتسلمهم القيادة والإدارة، بينما يترك للعرب أمر القتال والاقتحام.

مناطق توزع المظاهرات:

بدأت الاحتجاجات قبل نحو شهر في ريف ديرالزور الغربي، وكانت المظاهرات قبل هذه الفترة فردية ولايتجاوز المتظاهرون فيها عدد أصابع اليدين، ليلحق الريف الشرقي بركب المظاهرات ولاسيما بعد ارتكاب قسد مجزرة بحق مدنيين في بلدة ضمان شمال شرق ديرالزور، كما قام أهالي الريف الشمالي بالخروج بمظاهرات قطعوا فيها طريق الحسكة ديرالزور بالإطارات المشتعلة.

كيف تعاملت "قسد" مع المظاهرات؟

لم تكن المليشيات الكردية أفضل واقعا من نظام الأسد في قمع المحتجين واعتقال بعضهم وإطلاق النار لتفريقهم، وشهدت بلدة الجرذي شرق دير الزور اعتقال أكثر من ستين متظاهرا خرجوا عقب عثورهم على جثتين لمدنيين قضوا تحت التعذيب في سجون قسد وألقيت جثتاهما في بادية ديرالزور الشمالية الشرقية.

لتلجأ المليشيات الكردية بعد فشلها في لجم غضب المتظاهرين الذين كانت أعدادهم في تزايد وهتفوا بإسقاط المليشيات وطالبوا بخروجها من مدنهم وقراهم، لتلجأ إلى استغلال النفوذ العشائري وقامت بعقد اجتماع ضم 8000 شخص من وجوه العشائر من الرقة وديرالزور والحسكة، وكانت مدينة عين عيسى بريف الرقة مكانا لعقد الاجتماع، وذلك بعد أن رفض وجهاء العشائر بريف دير الزور الدعوة لعقد اجتماع لتهدئة الأوضاع شرق المحافظة بعد مقتل المدنيين على يد المليشيات في قرية ضمان، ولكن هذا الاجتماع كان مكانا لأخذ الصور التذكارية وإرسال رسائل غزل للنظام ومطالبته بالاعتراف بمايسمى الادارة الذاتية مايعزز يقين المدنيين بمطامع "قسد" الانفصالية.

"قسد" التي أثبتت فشلها في كبح جماح المتظاهرين عادت بالذاكرة إلى أيام الثورة الأولى، ومافعله نظام الأسد ومؤيدوه، وأخذت بإجبار الموظفين والموالين لها بمسيرات مؤيدة وقامت وسائل إعلامها بتصوير هذه المسيرات على هيئة الثورات المضادة للربيع العربي الذي حارب كل من طغى ورفع كلمته فوق صوت الشعب.

خلاصة:

لم تستفد مليشيات قسد من الدرس الذي لقنه الشعب لنظام الأسد وسيطر حينها على 75% من مساحة سوريا قبل أن يتدخل الاحتلال الروسي ومليشيات إيران لمنع سقوطه الحتمي حينها، وهي اليوم تسير على خطاه مع ذات الشعب الذي أخرج الأسد خاسرا من أرضه ومن بعده تنظيم الدولة، الذي دفع أبناء المنطقة الشرقية دماء مئات الشباب لطرده حين كان العنصر الكردي يختبئ تحت المكاتب ويقوم بحملات اعتقال بغرض التجنيد الإجباري أيام الحرب مع التنظيم، ليرفع رأسه في وقت الاحتفال وقراءة بيان هزيمته في حقل العمر شرق ديرالزور.