الخميس 2019/04/11

عناصر “ب ي د” … ضباع على السوريين نعامة أمام الأسد

خلال السنوات التي مضت من عمر الثورة على نظام الأسد، أصاب السوريين علّةُ "اللامبالاة"، بعد أن واجهوا أشكالاً مختلفة من الأحداث والظروف القاهرة، سواء المتوقع منها؛ كرد الفعل الدموي لنظام الأسد منذ اليوم الأول للثورة، وما لحق ذلك من حملات القتل والاقتحام والاعتقال والتهجير والذل، أو حتى مع الصدمات التي أتت من خارج دائرة

المنطق، كبروز شخصيات وجهات خائنة في صفوف الثورة والمعارضة، "الضفادع" مثل نواف البشير وأحمد الجربا والمحاميد وبسام الضفدع، ولم يعد أيضا من اهتمامات السوريين الحديث عن هذا الفصيل وذاك التنظيم، ولا المقارنة بين تلك المنظمة وهذا الإعلامي، لكن ما لم يهضمه الكثير من السوريين حتى الآن هو الأسلوب الذي تمارسه منظومة "ب ي د" بواجهاتها السياسية والمليشياوية.

لا شك أن تحرير منطقة عفرين وطرد المليشيات الكردية منها على يد الجيش الحر والقوات التركية، مثّل أكبر صفعة لتلك المليشيات منذ تأسيسها، ردُّ المليشيات الكردية على خسارة عفرين ما زال مستمرا بتنفيذ تفجيرات واغتيالات في تلك المنطقة ضد المدنيين والعسكريين أسفرت عن عشرات الضحايا، والخوض في خطاب تحريضي عنصري على مواقع التواصل الاجتماعي ضد كل من سكن عفرين بعد طرد المليشيات الكردية منها، بمن فيهم المهجرون من الغوطة وحمص ودرعا.

الانتهاكات الحالية للمليشيات في عفرين تبدو طبيعية بالنظر إلى سجلّها الإجرامي الدموي ضد المكوّن العربي في مناطق دير الزور والرقة والحسكة، لكن غير الطبيعي هو أن أسلوبها الدموي وسياسة التحريض ضد السوريين المعارضين لا تستخدمه ضد نظام الأسد الذي خصص المكون الكردي السوري بنصيب كبير من جرائمه عبر التاريخ، هذا إذا اعتبرنا أن "ب ي د" حريص بالفعل على الدفاع عن الأكراد كما يدّعي.

إلى جانب راياتها الانفصالية ترفع المليشيات الكردية - في منصاتها الرسمية على الأقل - شعارات مناهضة قوات الأسد ونظامه، هذا الشعارات لم ترقَ يوما إلى أن توصف بالعداء المتبادل، ففي قلب مدينتي القامشلي والحسكة؛ أبرز معاقل " ب ي د" يحافظ النظام على وجوده بمربعين أمنيين يضمان مختلف فروع المخابرات، وتعتقل السوريين بشكل طبيعي في مناطقها دون أي اعتراض من "ب ي د".

وعلى حساب ثورة دفع لها السوريين مليون قتيل وملايين الجرحى والمشردين لم يتردد "ب ي د" من أجل أهدافه بالهرولة إلى نظام الأسد عندما استشعروا تخلي الولايات المتحدة عنهم حينما لوحت تركيا بأنها ستكرر تجربة عفرين في منطقة شرق الفرات، وفي ليلة وضُحاها حوّل ما يعرف بـ"مجلس سوريا الديمقراطية" الممثل السياسي لتلك المليشيات خطابه المعادي إلى الودي تجاه نظام الأسد ولم يخجل سياسيوه من إطلاق شعارات "الدولة السورية" و"الجيش السوري" في إهانة لجميع مكونات الشعب السوري بمن فيهم الأكراد.

بعيدا عن الخوض في ممارسات "ب ي د" بحق السوريين، تشير الظروف التي طرأت وأدت لبروز المليشيات الكردية ذات الأهداف الانفصالية المعلنة على الساحة السورية فضلا عن الحقائق والأدلة التي تكشف دور نظام الأسد في تسهيل خروج تلك المليشيات شرق سوريا تشير إلى أن المستفيد الأول من تلك المليشيات هو النظام الذي عمل جاهدا لتغذية كل أشكال الصراع في سوريا، ليحصد من ذلك العديد من الثمار، من أبسطها أن يقول للمجتمع الدولي: لست وحدي الذي يقتل ويغتصب ويعتقل ويهدم في سوريا.