الخميس 2017/09/07

“علّم قطر” ..آخر فصول “الإسفاف السعودي” في معركة الحصار

عندما يعلو الصراخ فاعلم أن الألم شديد ..بعد أن اتبعت دول حصار قطر كل السبل المشروعة وغير المشروعة من شراء ذمم دول، إلى التشويه الإعلامي المبني على خبر كاذب ناتج عن اختراق لوكالة الأنباء القطرية،  اتضح فيما بعد أنّ للإمارات دوراً في تخطيطه وتنفيذه، وبعد فشل كل المحالات في أن تركع قطر وتُجبَر على العودة إلى حضن الإملاءات والشروط لآل وزايد و آل سعود، لجأت إلى الفن المسيّس.. عن طريق أغنية عنونتها بـ"علّم قطر"

"علّم قطر" كتبها مستشار في الديوان الملكي السعودي يدعي تركي آل الشيخ، ومفاد كلماتها أنّ صبر السعودية اقترب من النفاد على تصرفات قطر، وهذا ما أثار دهشة واستهجان الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنّ الجميع يعلم أنَّ السعودية والإمارات هي من بدأت حرباً لم تراعِ فيها حرمة جار أو رابط دم، ولم ترحم في حربها حتى الحيوانات التي تعود ملكيتها لقطريين، ولعل جثث الإبل على الحدود القطرية السعودية أكبر دليل على بربرية من أمر بهذا الحصار.

تلفيقُ وعدم صدق الكلمات التي تصل لدرجة "الإسفاف" لم تؤهلها لأن تكون ضمن الحرب الإعلامية التي تشنها دول الحصار ضدَّ قطر، ولم يكن من القائمين على الحرب الإعلامية ضد قطر إلا أن جاؤوا بحليةٍ لها، كي يرفعوا من قيمتها، فأحضروا لذلك فنانينَ برتية "نجوم"، لطالما تغنوا بالدوحة وشعبها وأمرائها، ليكونوا مُجبرينَ كالدمى المتحركة فاقدة الإحساس بما تقول، فسقط هؤلاء النجوم في فخ لعبة السياسة، ليخسروا رصيد جمهور عشق فيهم روعة صوتهم وإحساسهم بكلمات لم تغنَّ بغرض الضغط على أخٍ حاصره أخوته.

شارك في أداء الأغنية عدد من الفنانين السعوديين وهم رابح صقر وعبد المجيد عبد الله وأصيل أبو بكر وراشد الماجد ومحمد عبده وماجد المهندس ووليد الشامي، واختاروا لهؤلاء الذين قبلوا بلعب دور أبواق السلطة، شاشة تلفزيون "روتانا" التي تلقى رواجاً كبيراً في الوطن العربي، ولكنَّ العرب بمن فيهم شعوب دول الحصار لم يستسيغوا حقداً على شكل أغنية تتردد على مسامعهم، واستهجن الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأغنية، وغردوا ضدّ المطربين الذي وافقوا على أن يكونوا مطيةً لأغراض سياسيين، لا يقدِّرون أن الفنَّ رسالة أهم ما فيها الصدق، وأخذت قناة العربية "السعودية" بالدعاية الإعلامية لهذه الأغنية والترويج لها، وقالت مفتخرة أنّ نسبة مشاهدات هذه الأغنية وصلت إلى نصف مليون مشاهدة في أيام قليلة، ولربما فات العربية أن أغنية الفنانة اللبنانية مريام كلنك "جووول"، قد حصدت أضعاف هذه المشاهدات في وقت قياسي قصير، ولعلّ الكثير ممن يتذوقون الطرب الخليجي صنَّفوا.. "علِّم قطر" في صفِّ أغنية "الجول" من حيث الإسفاف والوقوع في "اللامعنى".

أسلفت انَّ الصراخ على قدر الألم... وأقول للخليجيين: لا تستغربوا إن ظهر على شاشات دول الحصار مسلسل أو مسرحية تحاول تشويه قطر، ولكنَّ السؤال يبقى يتردد... هل توقفت عجلة الحياة بعد الحصار؟؟