الثلاثاء 2018/08/28

عاد “مسيلمة الكذاب” بصورة بوتين

كثيرة هي الكذبات التي لفقتها روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا القائم على أسباب مكذوبة أيضاً، لكن الملاحَظَ في الآونة الأخيرة أن الكذب الروسي وصل إلى مراحل غير طبيعية لدرجة أن المسؤولين الروس يكاد يتصدرون قائمة الكذابين في العالم بتصريحاتهم حول الوضع في سوريا.

فيما يلي أبرز الكذبات الروسية وأحدثها:

1- المصالحات مع الجيش الحر بإدلب:

في الـ 28 من الشهر الجاري زعم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "موظفي مركز المصالحة الروسية في سوريا يجرون محادثات مع زعماء الجماعات المسلحة والشيوخ في إدلب لتحقيق تسوية سلمية للأزمة هناك"، وهذا ما قوبل بتكذيب سريع من قبل أكبر فصيل بالجيش الحر وهو الجبهة الوطنية للتحرير، كما لا يلزم الحديث عن موقف هيئة تحرير الشام في هذا الصدد لأن روسيا نفسها تسعى لشن هجوم ضد إدلب بذريعة وجودها.

2- النظام يسيطر على 96% من سوريا:

في الثاني والعشرين من الشهر الجاري قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات النظام استعادت حتى الآن 96.5% من أراضي البلاد منذ عام 2015 حتى الوقت الحالي، ولا يعرف ماذا كانت تقصد موسكو بتلك النسبة، هل هي لا تعتبر المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الكردية الانفصالية تابعة لسوريا، ومن المعلوم أن نسبة تلك المناطق تقارب 35% من مساحة سوريا، هذا فضلاً عن مساحة المناطق المحررة الخاضعة للجيش الحر والتي تقارب 10 بالمئة أيضاً، إضافة لجيوب أخرى لتنظيم الدولة ، ما يعني أنه لا يوجد أي مقاربة للنسبة التي ذكرتها الدفاع الروسية مع أرض الواقع.

3- الفصائل تحضر لهجوم كيماوي:

في أيام متفرقة خلال شهر آب الجاري برزت تصريحات كثيرة من زعماء روس كبار في الخارجية والدفاع تتحدث عن أن الفصائل في إدلب تتحضر لشن هجمات كيماوية من أجل اتخاذها ذريعة كي يشن الغرب ضربات جديدة ضد النظام، ربما تكون هذه الكذبة من أكثر الكذبات سخافة لأسباب عدة، أبرزها هل يعقل أن يقوم المسلحون بقتل ذويهم بالكيماوي من أجل استجداء الغرب لشن ضربات يعلم الجميع أنها لن تكون ذات فعالية ولا تخرج عن نطاق الاستعراض كالضربة الأخيرة بعد الهجوم في دوما أو خان شيخون؟، ثم كيف يمكن لبريطانيا أن تتعاون مع "تحرير الشام" من أجل القيام بالضربة الكيماوية في جسر الشغور ؟! ، وأسئلة عديدة تطرح نفسها حول هذا الموضوع الذي سبق وأن زعمته روسيا قبل كل هجوم كيماوي ينوي النظام تنفيذه ضد المدنيين الأبرياء.

4- مقتل 86 ألف "إرهابي":

خلال الشهر الجاري أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مقتل أكثر من 86 ألف مسلح "إرهابي"، وتدمير 122 ألف هدف "إرهابي"، ولا يخفى أن حال المدن السورية المنكوبة دليل على حجم الحقد الذي كنته روسيا للسوريين وأحيائهم السكنية وما خلفته غاراتها من مجازر في كل بقعة أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين الذين تنظر إليهم موسكو على أنهم إرهابيون وحتى منازلهم ومزارعهم تراها بؤراً إرهابية.

5- عودة "مليون وربع" لاجئ سوري:

في الشهر السابع من العام الجاري أعلنت روسيا عودة 1.2 مليون لاجئ سوري إلى بلدهم منذ بداية تدخلها في سوريا، ومن المعلوم أن هذه كذبة يعلمها الصغير قبل الكبير، بل إن ما جرى في سوريا هو أن ملايين السوريين تركوا ديارهم وهُجِروا سواء في الداخل السوري أو في الخارج بسبب ممارسات روسيا وانتهاجها سياسة التهجير القسري على نطاق واسع.

6- مقتل البغدادي:

في شهر تموز من العام الماضي قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يستطيع أن يقول بدرجة عالية من الثقة إن زعيم تنظيم الدولة أبوبكر البغدادي، لقي مصرعه بغارات روسية على شرق سوريا.

وبالطبع فإن البغدادي ظهر بتسجيلات صوتية عديدة عدة مرات يتحدث عن مجريات وأحداث حصلت بعد الزعم الروسي عن مقتله، ما يعني أن هذه كذبة أخرى أرادت بها روسيا تسويق نفسها على أنها محاربة للإرهاب.

7- بتر ذراع الجولاني:

في الشهر العاشر من العام الماضي قالت وزارة الدفاع الروسية إن ضربة جوية روسية في سوريا أسفرت عن إصابة قائد "هيئة تحرير الشام" أبي محمد الجولاني إصابات خطيرة وفقد إحدى ذراعيه. وبعد تلك المزاعم ظهر الجولاني في مشاهد مصورة عدة مرات ولا يبدو أنه أصيب بخدش فضلا عن بتر ذراع.

ليست هذه الكذبات الوحيدة التي تسجل في سجل بوتين الإجرامي في سوريا، بل إن كل ما تعلنه الدفاع الروسية يكاد يكون كذباً، ولا يقتصر الأمر على الأرقام بل حتى على الحدث ككل ما يوحي بأن مسيلمة عاد من جديد بصورة بوتين.