الأحد 2018/11/04

ريف دير الزور الشمالي يُقتل مجددا على يد مليشيات “قسد”

ريف دير الزور الشمالي أو ما يعرف لدى أهالي محافظة دير الزور بـ"خط الخابور" قُتل مراتٍ عديدةً منذ عهد حافظ الأسد الذي أهمل المنطقة الشرقية عموماً وهمّشها إعلامياً وخِدمياً، ولاسيما القرى الممتدة على جانبي نهر الخابور.

يعتمد أهالي قرى شمال دير الزور في معيشتهم على مياه الأمطار وذلك منذ أن جفّ نهر الخابور أحد روافد نهر الفرات، ويعاني معظم مدنييها من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية، وانعدام فرص العمل وانتشار البطالة، ويضاف إلى ذلك قلة الخدمات التي كان النظام يحتكرها للقرى الموالية أو بعبارة أصح "القرى العلوية".

ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011 التحق الريف الشمالي كباقي أرياف دير الزور بركب الثورة وقدّم الكثير من الشهداء في سبيل الإطاحة بنظام بشار الأسد في فترتي الثورة (السلمية والعسكرية)، سواء بالمظاهرات أو بالمعارك ضد قوات النظام، وناله مانال كل المدن السورية الثائرة من الدمار والتهجير القسري بفعل القصف الجوي الذي وقعت بسببه عشرات المجازر راح ضحيتها مئات المدنيين.

ومع سيطرة تنظيم الدولة على خط الخابور كان الريف الشرقي على موعد مع قصف متجدد وشبه يومي من مقاتلات التحالف الدولي على مواقع التنظيم وذلك بعد إطلاق المليشيات الكردية حملة ما يسمى "عاصفة الجزيرة" التي تهدف إلى طرد تنظيم الدولة من مناطق شرق الفرات والجزيرة السورية، لتعلن مقاتلات التحالف سقوط كل ما تبقى من البنية التحتية في هذا الريف، قبل أن تعلن طرد تنظيم الدولة منه، ولن ينسى أهالي شمال دير الزور عمليات التعفيش التي طالت منازلهم من قبل عناصر المليشيات الكردية الانفصالية بعد سيطرتهم على خط الخابور، بالإضافة إلى عمليات التهجير التي طالت معظم قراه، بحجة تمشيط المناطق بعد السيطرة عليها.

هَمُّ أهالي الريف الشمالي بدير الزور .. يتجدد يومياً وذلك نتيجة التعامل الذي تفرضه عليهم المليشيات الكردية، إذ تتهم "قسد" أهالي هذا الريف بالتعامل مع تنظيم الدولة وتسهيل عملياته ضد مواقع المليشيات الكردية، وتعمل المليشيات بعد كل هجمة للتنظيم على شن حملات اعتقال عشوائية بحق الأهالي بذات التهمة، لتعيد إلى ذاكرة مدنيي خط الخابور تهمة عناصر النظام لهم بالتعامل مع الجيش الحر مع بداية عسكرة الثورة.

ويضاف إلى كل ذلك انعدام الخدمات ولاسيما مع تدمير المليشيات البنية التحتية للمنطقة عموماً، كما تعاني كبقية المناطق ذات الأغلبية العربية التي تسيطر عليها "قسد" من إهمال الجوانب الصحية والتعليمية، وتشن المليشيات الكردية بين الحين والآخر حملات اعتقالات بهدف التجنيد الإجباري وإقحام الشباب والأطفال في حالات أخرى في معاركها ضد التنظيم.