الجمعة 2016/11/25

رندة قسيس .. من يرقع الممزق ؟؟؟

إذا قلت لك: غشاء البكارة أمر ثانوي لا تلقِ له بالاً، فدون تفكُّر لن تستطيعَ معي صبرا، وستبدأ باستمطار اللعنات على من يخط هذه الكلمات، ثم ستلعن اللحظاتِ الفيسبوكية؛ التي جرَّتك لقراءة هذا المقال، الذي فيه مضيعة للوقت، ولن تستمهلني حتى أكمل بقية الكلام.

هذا الرأي الجديد للسيدة رندة قسيس الباحثة في علوم البكارة، وهو ليس وليد هذه اللحظة، بل أطلقته منذ زمن، ثم وجدت هذه السيدة تمشطُ أروقة المجلس الوطني بوصفها عضواً يعبرُ عن القيم العلمانية واللبرالية، والمجتمع التعددي، ولا يعلم أحد حتى هذه اللحظة الفيسبوكية من جاء بها، وخصوصاً أنها خرجت عن عِقال الجميع ،وصارت صاحبة تيار المجتمع التعددي، ولكن الجميع، تداول قصة غشاء البكارة بوصفها نظرية جديدة في علم الاجتماع السياسي، وذلك على سبيل التندر، وقالوا: قد جاءت هذه السيدة لترقع الممزق لخبرة طويلة في هذا الموضوع ..

فجأة غابت رندة قسيس، وغابت معها نظريتها الفذة، ثم اختلط المشهد، حتى وصلنا إلى أمشاج الائتلاف المتنافرة إيديولوجيا، و بعدها توكأت عجائز المعارضة الافتراضية في الخارج على أصدقاء السفارات؛ فوصلنا إلى صيغة نساء ديمستورا، حتى صار المشهد كمن ضاع في غابة مرايا، فإذا نظر إلى أي جهة وجد المشهد نفسه.. وفي كل ذلك ضاعت رندة في المشهد المكتظ باللاشيء.

يا بشرى ظهرت رندة مرة أخرى بعد أن اتسع الخرق على الراقع، وهذه عندها نظرية في تجاهل رتق الأشياء ؛ لأن الممزق هنا صنعه السياق الطبيعي، نعم ظهرت رندة على الفيس بوك مع كلبها الأسود اللطيف، ثم عادت رويدا رويدا إلى الواجهة السياسية، ثم بدأت حية تسعى من فضائية إلى أخرى مبشرة بقيم العلمانية والمجتمع التعددي، وكان آخر تجلٍّ لها في مؤتمر آدهوك في إيطاليا، الذي يدعو إلى التجديف الديني و حق ازدراء الأديان، واعتبار الإسلام ديناً عنصريا شوفونياً، ثم خرجت من شرنقة التواضع ومحدودية العلاقات وضآلة التأثير إلى الظهور مع ترامب الابن .. ابن ترامب الأب .... ترامب وجه أمريكا الحقيقي أمريكا الكاو بوي، ورحلة اصطياد آخر هندي أحمر وكؤوس الجعة ترفع معلنة ولادة العالم الجديد .

من المجلس الوطني إلى الغيبة في السرداب، ثم التجلي الأخير، ظهرت رندة قسيس أكثر من مرة، وفي كل تجلٍّ لها، كانت تحرف التركيز عن الثورة السورية إلى قضية أخرى، وفي كل مرة كانت تستلهم الحلول من نظريتها الأولى؛ فالدين ليس أمرا مهما ، والحرية ليست أمرا مهما ، والأوطان ليست أمرا مهما .. لأن البكارة ليست أمرا مهما .....