الجمعة 2017/03/10

جنيف وأخواتها

إطلالة عجلى من كوة الدم

تقع مدينة جنيف ـ الناطقة بالفرنسية، على الخليج، حيث يغادر نهر الرون بحيرة جنيف الشهيرة، وتحيط بهذه المدينة الرائعة قمم جبال الألب القريبة والتضاريس الجبلية في يورا، وتشتهر المدينة بتقاليدها الإنسانية ونزعتها المنفتحة على العالم، حيث تحتضن المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة ، والمقرالرئيسي لمنظمة الصليب الأحمر، ولهذا عُرفت جنيف بأنها "عاصمة السلام".

جنيف الآن بين أيدينا، نتناولها صباح مساء ؛بوصفنا سوريين، وهي إحدى عواصم المال العالمي بشقيه الحلال والحرام ؛فهي أكبر مركز لتبييض أموال جلاوزة العالم السفلي الثالث ، وتعد مستقرا ومقاما للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة من أموال الشرق المكلوم بماله وحريته ؛المرهونة في عطسة رضا من حاخامات العالم الحر.

مضت الثورة السورية تحث خطا الدم في عامها السادس تصنع أحفورة تنافس كل التشكيلات الكلاسيكية ، صوتيا وبصريا ، وكلما لاح فجر بعيد يعيد ترتيب الجبال في سوريا، بعد براكين الدم ، تطل علينا جنيف الوادعة المسالمة؛ أيقونة العالم الحر بديباجة تدخل الفروض في النوافل وتدخل - كعادتها- الحلال في الحرام، وتدخل الدم في السياسة ، والبترول في المئذنة، والأغنية في بيانات السياسيين ذوي الروح البلاستيكية.

وجنيف هذه مطبخ العالم الأسود، تقدم الأواني فقط ، وهم من يستجلبون البهار والتوابل ، ليغطوا به طعم الجيفة المطبوخة ؛ فقد قاموا بتشكيل الائتلاف على قاعدة ( خليها على الله! ، وناولني الخمسمية وما نختلف !!، وبشرفك شي مرة غلطنا معك!!! ومعك قرش تسوى قرش!!!! )

ركض الجميع ، وشمروا عن ثوبهم وربطوه بمقدمة أسنانهم ، وسرعان ما تعثروا وسقطوا، وعاد الشيخ معاذ الخطيب إلى تكية الوعظ ، وجاءت رندة قسيس ونساء ديمستورا ليشرحن الفرق بين الأنثى بالضرورة والانثى حينما تكون شظايا هرمونات ومات الائتلاف يا صفية ، وتم قرع الجرس في جنيف ..هيا يا أولاد بدأت الحصة.
في جنيف سيجتمع المفسدون في الأرض من جعلوها يبابا ؛ من رأس الرجاء الصالح ، حتى جزر الملاوي قاصدين طبخ العشاء الأخير للثورة ..

جنيف اعتادت على قول القصيدة كاملة، وعلى الرواة ترديدها، كي تطبق الآفاق، وتظن جنيف، أنها وحدها من يعرف الطريق إلى وادي عبقر، ولم يخطر في بالها أن شبابا تسللوا لهذا الوادي منذ ست سنين وطبخوا رؤيتهم لمآلات الأشياء في يوم من أيام الله .

رحم الله زمان اللبن