الثلاثاء 2017/03/07

تنظيم الدولة .. حيثيات الظهور ونتائج الزوال

شهدت دير الزور معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة  في مطلِع 2014 ،و استمرت أشهراً استطاع فيها "الجيش الحر" تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح، ولعل  قتلى التنظيم في مركدة وحدها، كان أكبر عدد قتلى له بعد معارك عين العرب، حيث استطاع الثوار إيقاف تمدد التنظيم شهرين متتاليين، إلى أن تمكن من السيطرة على مدينة الموصل خلال ساعات، بعد أن ترك له "جيش المالكي" مئات الآليات و المدرعات العسكرية، التي حسمت معركة السيطرة على الشرق السوري بأكمله فيما بعد.

فموازين القوى اختلفت على الأرض مع ازدياد عدد آليات التنظيم و مده بعدد كبير من  المهاجرين الذين استطاعوا رسم شكل "دولتهم" و كسر خطوط سايكس بيكو بين سوريا والعراق. إلا أن الآليات و عدد المقاتلين الذي أصبح بالآلاف لم يكن وحده السبب في سيطرة التنظيم بل يضاف إلى ذلك عمل المخابرات السورية و استخبارات الدول الساعية إلى إفشال الثورة ، والتي  كان لها دور كبير من خلال "حرب مخابراتية" اتبعها التنظيم، حيث استطاع منذ البداية التغلغُلَ في صفوفِ الثوار عَبرَ ما يُسمى "الخلايا النائمة"،  التي كان دورها في تهديد بعض القادة بين "البيعة" أو الاغتيال، وهو ما دعا كثيراً من قادة الكتائب إلى مبايعة التنظيم سراً، ليبدو فيما بعد أن التنظيم قوي وسط ما كان يسمى (خيانات الثوار). 

كما لجأ التنظيم إلى إغراء الناس بالمال، وهذا ما دفع بالكثيرين إلى العمل معه سراً أو علناً في ظل تخبط الثوار، و عدم تنظيمهم، فلم يكن بمقدور أحد معارضته خوفاً من عبوات ستنفجر مودية بحياتهم، كما عمد التنظيم إلى بث الرعب  بين المقاتلين من خلال عمليات الذبح و تعليق الرؤوس لترهيب الثوار و إخافتهم مما سيحصل إن تمكن التنظيم منهم ، فتوالى سقوط المدن و البلدات الواحدة تلو الاخرى دون قتال خوفاً من الاغتيال أو الذبح إذا حصلت مقاومة.

من جهةٍ أخرى عمد تنظيم الدولة  إلى استمالة المدنيين من خلال تشتت الكتائب و عدم اتحادها تحت مسمى واحد، بينما ظهر تنظيم الدولة متحداً قوياً  قادراً على انتزاع مناطقَ من النظام ، فدعاية سيطرة التنظيم على الموصل خلال ساعات، جعلت تفكير الناس في يقين من أنه سيطرد النظام من دير الزور خلال وقت قياسي.

 وبعد أكثر من عامين على سيطرة التنظيم و إقامة ما يسمى "دولة الخلافة الإسلامية" يتضح  أن أحداً ما أراد للتنظيم أن يكون قوياً في تلك الفترة، التي أريدَ منها إشغال الجيش الحر بالتنظيم، و إعادة تلميع بشار الاسد ونظامه كمحارب للإرهاب، حيث أصبحت الأنظار تتجه إلى التنظيم، و لم يعد النظام المجرم عدوَ الثورة الأول، بل انتقل الاهتمام من  قتال نظام الأسد و ميليشياته إلى قتال التنظيم،  وبعد أن حقق ما طلب منه بدأ مرحلة التراجع و التقهقر في وجهِ الحشد الشيعي في العراق، والمليشيات الكردية في سوريا ، حيث خسر مساحاتٍ واسعة من الأراضي بسهولة كبيرة وبعضها قام بتسليمه حتى دون قتال ، بعد أن هجر آلاف العوائل والشباب من أهل السنة، لتخلو الأرض للميليشيات الكردية والإيرانية، ولتقسيم سوريا، وليظهر بشار الأسد و ميليشياته بصورة "البطل" الذي انتصر على "الإرهاب" بعد أن قتل من السوريين أكثر من نصف مليون شخص.

تنظيم الدولة .. حيثيات الظهور ونتائج الزوال

شهدت دير الزور معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة  في مطلِع 2014 ،و استمرت أشهراً استطاع فيها "الجيش الحر" تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح، ولعل  قتلى التنظيم في مركدة وحدها، كان أكبر عدد قتلى له بعد معارك عين العرب، حيث استطاع الثوار إيقاف تمدد التنظيم شهرين متتاليين، إلى أن تمكن من السيطرة على مدينة الموصل خلال ساعات، بعد أن ترك له "جيش المالكي" مئات الآليات و المدرعات العسكرية، التي حسمت معركة السيطرة على الشرق السوري بأكمله فيما بعد.

 فموازين القوى اختلفت على الأرض مع ازدياد عدد آليات التنظيم و مده بعدد كبير من  المهاجرين الذين استطاعوا رسم شكل "دولتهم" و كسر خطوط سايكس بيكو بين سوريا والعراق. إلا أن الآليات و عدد المقاتلين الذي أصبح بالآلاف لم يكن وحده السبب في سيطرة التنظيم بل يضاف إلى ذلك عمل المخابرات السورية و استخبارات الدول الساعية إلى إفشال الثورة ، والتي  كان لها دور كبير من خلال "حرب مخابراتية" اتبعها التنظيم، حيث استطاع منذ البداية التغلغُلَ في صفوفِ الثوار عَبرَ ما يُسمى "الخلايا النائمة"،  التي كان دورها في تهديد بعض القادة بين "البيعة" أو الاغتيال، وهو ما دعا كثيراً من قادة الكتائب إلى مبايعة التنظيم سراً، ليبدو فيما بعد أن التنظيم قوي وسط ما كان يسمى (خيانات الثوار).

كما لجأ التنظيم إلى إغراء الناس بالمال، وهذا ما دفع بالكثيرين إلى العمل معه سراً أو علناً في ظل تخبط الثوار، و عدم تنظيمهم، فلم يكن بمقدور أحد معارضته خوفاً من عبوات ستنفجر مودية بحياتهم، كما عمد التنظيم إلى بث الرعب  بين المقاتلين من خلال عمليات الذبح و تعليق الرؤوس لترهيب الثوار و إخافتهم مما سيحصل إن تمكن التنظيم منهم ، فتوالى سقوط المدن و البلدات الواحدة تلو الاخرى دون قتال خوفاً من الاغتيال أو الذبح إذا حصلت مقاومة.

من جهةٍ أخرى عمد تنظيم الدولة  إلى استمالة المدنيين من خلال تشتت الكتائب و عدم اتحادها تحت مسمى واحد، بينما ظهر تنظيم الدولة متحداً قوياً  قادراً على انتزاع مناطقَ من النظام ، فدعاية سيطرة التنظيم على الموصل خلال ساعات، جعلت تفكير الناس في يقين من أنه سيطرد النظام من دير الزور خلال وقت قياسي.

 وبعد أكثر من عامين على سيطرة التنظيم و إقامة ما يسمى "دولة الخلافة الإسلامية" يتضح  أن أحداً ما أراد للتنظيم أن يكون قوياً في تلك الفترة، التي أريدَ منها إشغال الجيش الحر بالتنظيم، و إعادة تلميع بشار الاسد ونظامه كمحارب للإرهاب، حيث أصبحت الأنظار تتجه إلى التنظيم، و لم يعد النظام المجرم عدوَ الثورة الأول، بل انتقل الاهتمام من  قتال نظام الأسد و ميليشياته إلى قتال التنظيم،  وبعد أن حقق ما طلب منه بدأ مرحلة التراجع و التقهقر في وجهِ الحشد الشيعي في العراق، والمليشيات الكردية في سوريا ، حيث خسر مساحاتٍ واسعة من الأراضي بسهولة كبيرة وبعضها قام بتسليمه حتى دون قتال ، بعد أن هجر آلاف العوائل والشباب من أهل السنة، لتخلو الأرض للميليشيات الكردية والإيرانية، ولتقسيم سوريا، وليظهر بشار الأسد و ميليشياته بصورة "البطل" الذي انتصر على "الإرهاب" بعد أن قتل من السوريين أكثر من نصف مليون شخص.