الجمعة 2019/08/09

تلوث نهر الفرات في بلدة الشحيل بدير الزور بسبب تهريب النفط (تحقيق)

يعاني الأهالي المدنيون القاطنون بالقرب من شاطئ نهر الفرات من آثار ونتائج تهريب النفط من قبل التجار المتعاملين مع مليشيات "قسد" باتجاه مناطق سيطرة النظام في منطقة الجزيرة غرب الفرات.

وحصلنا على شهادات من الأهالي خلال تحقيقنا مفادها أن تجار النفط امتنعوا عن دفع المستحقات التي وضعتها مليشيات "قسد" منذ عشرين يوماً، ما أدى لتوقف عمليات التهريب بشكل مؤقت.

وأفاد أحد الشهود الذين نتحفظ على ذكر أسمائهم حفاظاً عليهم من الملاحقة الأمنية من قبل المليشيات الكردية أن حواجز مليشيات "قسد" المرابطة على ضفة نهر الفرات لمنع تهريب النفط باتجاه مناطق سيطرة النظام في منطقة الشامية غرب الفرات، تفرض على مهربي النفط تسعيرة (1000 ليرة سورية) على البرميل المهرب.

وأضاف الشاهد أن التجار اعترضوا على هذه التسعيرة نتيجة لانخفاض أسعار النفط في مناطق النظام ليصبح سعر برميل النفط 29 ألف ليرة سورية، بعد أن كان 33 ألف ليرة، وهذا ما جعلهم يعترضون مطالبين بتخفيض الضريبة غير المعلنة التي تفرضها حواجز "قسد" عليهم.

شاهد آخر.. قال إن شاطئ نهر الفرات في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي أصبح ملوثاً وأن مياه النهر لم تعد صالحة للشرب، موضحاً أن بقع النفط تطفو على شاطئ النهر نتيجة عمليات التهريب، ما جعل أهالي المنطقة يشربون المياه المفلترة القادمة من مناطق أخرى رغم أن البلدة تقع على شاطئ نهر الفرات، مؤكداً أن مليشيات "قسد" عملت على تشغيل محطة المياه في الشحيل الشرقي ولكن المياه تصل المنازل دون "كلورة" ويستخدمها الأهالي للغسيل فقط، ولا تستخدم للشرب نهائياً.

أحد المزارعين أفاد خلال التحقيق بأن مساحة ليست بالقليلة من الأراضي الزراعية تضررت والمحاصيل الزراعية أيضاً، ما أدى لتضرر من يعملون في الزراعة وهم النسبة العظمى من سكان المنطقة، وخسارتهم المادية، مضيفاً أن الأهالي لا يستطيعون الاعتراض خوفاً من معاداة مليشيات "قسد" وتجار النفط.

وعن حملات المداهمة والتفتيش التي تقوم بها مليشيات "قسد" على المعابر النفطية، قال لنا أحد الشهود إن هذه العمليات "تمثيلية" فقط، ولا تجري إلا على المهربين الذين لا يدفعون الرشوة لحواجز "ب ي د"، ولم تكن في يوم من الأيام لإيقاف عمليات تهريب النفط إلى مناطق النظام.

من هذا التحقيق وجدنا أن ما يجري بعلم المليشيات الكردية وبالتواطؤ مع تجار النفط، يهدد بكارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المدنيين بسبب المياه الملوثة وما يمكن أن تنتج عنها من أمراض تهدد حياة المدنيين ولاسيما في ظل تدني الوضع الصحي وانعدام الرعاية الصحية في المنطقة، ولا يخفى على أحد الضرر الأكبر من خلال تزويد قوات النظام بالنفط الذي يمد به عناصره في المناطق التي تدور فيها المعارك بريفي إدلب وحماة، والتي قتل خلالها مئات المدنيين، وهجّر مئات الآلاف الآخرين.