الجمعة 2017/03/03

تغيير كبير في اهتمامات الطفل السوري وانقلاب في أنماط الألعاب التي تستهويه

الأطفال السوريون يحاكون واقعاً يشاهدونه أمامهم في الداخل السوري من أعمال عنف يحرّم الأطباء النّفسيون رؤيتها، سواء بالصّحف والمجلات او شاشات التلفزة فكيف إذا حدثت مع أشخاص مقربين منهم.

سلطان.. واحد من هؤلاء الأطفال الّذين استبدلوا بالدمى والكرة بقايا القذائف واسلحة خشبية صنعوها بأنفسهم، عاش مع إخوته المنضمين إلى صفوف قوات المعارضة وبدأ يصنع ألعاباً على شكل أسلحة شبيهة بالبارودة والقذائف، بعضها يطلق بقايا فوارغ الرصاص وتكون مؤذية إلى حد ما.

شكَّل سلطان كتيبةً من الأطفال وقام مع أصدقائه ببناء ساترٍ ترابيٍّ وبدأ يهاجم الحارات المجاورة الّتي يوجد فيها أطفال فعلوا ما فعلته كتيبة سلطان، يطبّقون ما يحدث أمامهم من اقتحام وأسر وانشقاقات، يحفرون القبور بعد عودتهم كما يقولون ذلك لدفن الشهداء عندهم كما يفعل الكبار من مواقف حقيقة أمام أعينهم..

سلطان لا يستطيع أحدٌ من الأطفال المنضمين لكتيبته أن يعصي له امراً إذ يتعرض للطرد من الكتيبة والّلافت للنظر شراء آباء الأطفال المجاورين لمنزل سلطان بعض الأسلحة الخشبية منه ليلعب بها أبناؤهم.

الدكتور فراس فوزي المهتم بالدعم النفسي للطفل تحدث لقناة الجسر عن الأطفال الذين يشاهدون مناظر عنف فأوضح أن القصف الذي تتعرض له مدنهم والاشتباكات، تعزز لديهم الفكر العدواني وزيادة الغرور الذاتي ما يزيد من حب التملك وهذا يولد حالة من العنف لدى المواطن السوري الذي سيدفع ثمنها مستقبلا أكثر ما هو عليه حالياً.. ناهيك عن التجنيد الذي يتعرّض له الأطفال، بسبب ظروف الفقر والنزوح..

منظمة اليونيسف بدورها تعمل على إطلاق سراح الأطفال من أتون النزاعات، ومساعدتهم على العودة إلى أسرهم.

وفي تصريح لليونيسف أنه تم إطلاق سراح أكثر من 100000 طفل، وأعيد دمجُهم في مجتمعاتهم المحلية منذ عام 1998 في أكثر من 15 بلداً متأثراً بالنزاعات المسلّحة.

وفي عام 2010، دعمت اليونيسف إعادة دمج نحو 11400 طفل كانوا في قلب الصراعات، فضلاً عن 28000 من الأطفال الضّعفاء الآخرين المتضررين منها، وتشجّع اليونيسف أيضاً الإطار القانوني والعُرفي الذي يدعم حظر تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة.