الأحد 2018/06/03

“تطفيش غير مباشر”.. الضرائب السعودية تثقل كاهل السوريين وتدفعهم لمغادرة المملكة

يوما بعد يوم يزداد عدد الطلبات المقدمة إلى السفارة التركية في الرياض من قبل السوريين المقيمين في السعودية، وذلك بهدف مغادرة أراضي المملكة، يأتي هذا الإقبال المكثّف من قبل السوريين بعد نحو عام من فرض المملكة ضرائب على كل مقيم أجنبي، قيمتها 100 ريال على كل فرد من عائلته.

الرسم الذي فرض اعتباراً من تموز 2017 ولمدة عام، ستتم مضاعفته ليصبح 200 ريال عن كل فرد مع بداية عام 2018، وفي عام 2019 يصبح 300 ريال للفرد، لتستقر الرسوم في عام 2020 على 400 ريال شهرياً عن كل فرد في عائلة المقيم، بغض النظر عن راتبه أو دخله الشهري أو وضعه كمقيم أو زائر.

ترحيل للسوريين بصورة غير مباشرة:

السوريون المقيمون في المملكة أصبحوا عاجزين عن العيش فيها بعد فرض نظام الضرائب ونظام الكفيل الذي يشبهونه بـ"العبودية"، حيث يصبح الكفيل وكأنه المالك للشخص المقيم وأحد ممتلكاته يشتريها ويبيعها كيفما يشاء، وفي أكثر الأحيان يتهرب عن دفع الرواتب قائلاً "مو عاجبك سافر إلى بلادك".. فـ حكومة "بن سلمان" والكفلاء يستغلون أوضاع السوريين بعد الثورة السورية خاصة مع عدم قدرتهم العودة إلى بلادهم أو إلى أي بلد آخر.. سوى السودان.

بعد أقامته 17 سنة في الرياض ترك أحمد "مدرس سوري" المملكة بعد فرض "نظام الضرائب"، واستقر مع عائلته المكوّنة من سبعة أفراد في إسطنبول ، ، قائلا إنه لا يمكنه دفع مبلغ 1400 ريال شهري في حين راتبه لا يتجاوز 3500 ريال، مضيفاً.. "الضرائب أرغمتني على مغادرة البلاد فكيف يمكنني دفع مبالغ مالية باهظة لمجرد المشي في طرقاتها أو استنشاق هوائها؟ ".

من جانبه أوضح علي "مندوب مبيعات سوري" مقيم في السعودية منذ 14 سنة وأب لعائلة مكونة من 5 أشخاص، أنه عزم الأمر على مغادرة المملكة بعد فرض "نظام الضرائب"، لكن السفارة التركية في الرياض رفضت له عدة طلبات، ولفت "علي" إلى أن حالته المادية حالياً لا تسمح له بأن يدفع 1200 ريال شهريا للضرائب عدا عن قسط المدارس وظروف المعيشة، مشيرا إلى أن العيش في السعودية أصبح مستحيلاً للعوائل التي عدد أفرادها كبير،  وأشار علي إلى أنه استقدم زوجته وأطفاله للمملكة بعد الثورة السورية كـ "زائرين" وكان يعاني من مصاريف إضافية سببها عدم استقبال المدارس الحكومية لأبنائه، ما اضطره لتسجيلهم في مدارس خاصة.

بدوره قال جوهر"مقيم سوري في المنطقة الشرقية في المملكة ويعمل في شركة عقارات"، إنه يسعى جاهداً للانتقال إلى تركيا والعيش فيها مع أولاده الأربعة بعد فرض نظام الضرائب، حيث أُبلغ من رئيس عمله "الكفيل" أنه في الشهر الثامن سيتم الاستغناء عن خدماته لتعيين شخص سعودي مكانه، وكذلك يعاني جوهر من رفض السفارة التركية عدة طلبات قدمها للسفر إلى إسطنبول، لافتاً إلى أنه لا يمكنه العودة إلى سوريا كونه مطلوباً لأجهزة النظام الأمنية، وليس لديه خيار سوى السفر إلى السودان.

 

السوريون أكبر المتضررين من "نظام الضرائب" السعودي:

قرارات التضييق على السوريين جاءت بعد أن تسلم "محمد بن سلمان" مقاليد الأمور في السعودية وأصبح الحاكم الفعلي للبلاد، إذ إنه أصدر عدة قرارات منها "سعودة" أغلب المهن، ثم منع استقبال المدارس الحكومية لأبناء الزائرين، إضافة لفرض "نظام الضرائب" الذي كان له الأثر الأكبر على السوريين مقيمين وزائرين.

محاولات ترحيل السوريين بصورة غير مباشرة جاءت على الرغم من المشقة الكبيرة وما تخللها من دفع مبالغ مالية طائلة للوصول إلى السعودية، وسعى الإعلام السعودي إلى تجميل صورة السلطات الحاكمة حينما روج لفكرة  استقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم.. وعددهم الكبير دون أن يتطرق لانتظارهم لشهور بل ولسنوات أمام سفارات المملكة في جميع أنحاء العالم، لاستقدام المقيم أفراد عائلته، إضافة لترويج الخدمات الضرورية التي تقدمها السعودية للسوريين في تنافٍ صارخ مع الواقع، فجميع السوريين المقيمين هم إما أطباء أو مهندسون أو مدرسون أو أصحاب مشاريع خاصة أو يعملون ضمن عقود حكومية أو خاصة، وليسوا لاجئين تقدم لهم مساعدات.