الأحد 2018/10/14

تركي الدخيل: العقوبات ستضع السعودية في “حضن إيران”

في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط على السعودية جراء تورطها بقضية اختفاء الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"، أصدرت الحكومة السعودية اليوم الأحد بياناً هددت فيه باتخاذ "إجراءات أكبر" في حال فرض عقوبات على الرياض.

بينما لا يزال الموقف الأميركي من ملف خاشقجي غامضاً، شكلت تصريحات ترامب الأخيرة بإلحاق "عقاب شديد" على المملكة في حال ثبت تورطها، تصعيداً ملحوظاً في لهجة واشنطن.

موقع قناة "العربية" السعودية، نشر بعد ساعات من البيان مقالة لمدير القناة "تركي الدخيل" المقرب من "ابن سلمان"، قال فيه إن "المعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودي، تتجاوز اللغة الواردة في البيان، وتتحدث عن أكثر من ثلاثين إجراء سعودياً مضاداً لفرض عقوبات على الرياض، بل إن التحليلات توشك أن تتوافق مع هذه الأطروحات، وهي سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأميركي قبل الاقتصاد السعودي".

ومضى "الدخيل" يعدد "كوارث" يمكن أن تهز الاقتصاد العالمي في حال فرض عقوبات أميركية على الرياض،  "فالرياض عاصمة وقوده، والمس بها سيصيب إنتاج النفط قبل أي شيء حيوي آخر. مثل عدم التزام السعودية بإنتاج السبعة ملايين برميل ونصف. وإذا كان سعر 80 دولاراً قد أغضب الرئيس ترامب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى مئة ومئتي دولار وربما ضعف هذا الرقم، بل ربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية اليوان بدلاً من الدولار، والنفط هو أهم سلعة تتداول بالدولار اليوم".

تهديدات اقتصادية شديدة اللهجة لا يمكن بأي حال لإعلامي مثل "تركي الدخيل" أن يسوقها بشكل شخصي، إذ لا بد أن مقالته تعكس بالفعل حجم الحرج الذي أصاب الدائرة المقربة من "ابن سلمان"، والتي أرادت "بطريقة غبية" إيصال الرسالة لواشنطن عن طريق أحد أذرعها الإعلامية النافذة.

اللافت أن التهديدات الاقتصادية لم تكن الصنف الوحيد على مائدة "الدخيل"، الذي هدد "بالأعظم"، وأوضح أن العقوبات المحتملة سترمي الرياض في أحضان إيران "وسيرمي ذلك كله الشرق الأوسط بل العالم الإسلامي في أحضان إيران، التي ستكون أقرب إلى الرياض من واشنطن..إن فرض عقوبات من أي نوع على السعودية من قبل الغرب، سيدفعها إلى خيارات أخرى قالها الرئيس ترامب بنفسه قبل أيام إن روسيا والصين بديلتان جاهزتان لتلبية احتياجات الرياض العسكرية وغيرها، ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية، في المنطقة الساخنة لمربع سوريا وإسرائيل ولبنان والعراق". ويبتعد "الدخيل" في مستوى التهديدات إلى أن يؤكد أن السعودية يمكنها أن تحول "حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين"

يبقى للمتابع أن يتساءل حول قدرة السعودية على تنفيذ هذه "التهديدات النارية" في حال فرض عقوبات أميركية فعلية عليها، في ظل إهانات متتابعة وجهها دونالد ترامب للرياض لعل أهمها تلك التي قال فيها إن "الملك سلمان" عاجز عن البقاء مدة أسبوعين لولا الدعم الأميركي!.